تقاريرحقوق الإنسانلبنان

أطفال لبنان ينامون ببطون خاوية

يعاني اللبنانيون عموماً والأطفال خصوصاً من وطأة أسوأ الانهيارات الاقتصادية في العالم، حيث أدّت الأزمات المتتالية إلى وضع الأسر والأطفال في حالة يُرثى لها نتيجة الإنسداد السياسي الذي أوصل البلاد إلى مأزق اقتصادي واجتماعي بالغ الخطورة، خاصة للتبعات المتصلة بانفجار مرفأ بيروت الذي وقع في 4 آب 2020،  من خلال عرقلة تشكيل حكومة إنقاذ من الإختصاصيين الأكفاء. وقد وصف البنك الدولي ما يحدث حالياً في لبنان بأنه ” أكبر ثلاثة انهيارات اقتصادية ظهرت منذ منتصف القرن التاسع عشر، وإن الأطفال هم الفريسة الأسهل للكارثة العميقة ويتحملون غالباً وطأتها”.  

 وهذه الحال لم تبلغها حتى أكثر البلدان فقراً في العالم، أو التي تعاني من عوامل مناخية كالجفاف والتصحر. ففي لبنان طبقة سياسية متصحرة أخلاقياً وتُعتبر أسوأ وأخطر بكثير من كوارث الطبيعة. فهذه المنظومة الفاقدة لكل المعايير الأخلاقية، منظومة المافيات والمليشيات التي “شلّعت” مفاصل الدولة ونهبت مالها وتذبح شعبها بشكل ممنهج، هذا لحساباته الطائفية وآخر لحساباته الإقليمية التي لم تجلب إلا الخراب والدمار والجوع، سلطة فاسدة، فاشلة وفاجرة ترتكب أفظع الإنتهاكات لحقوق الإنسان، حيث لا تأبه لمعاناة الناس وآلامهم، ولا تُنصت للمناشدات الدولية بإيجاد حلول تُنقذ الشعب اللبناني من هذه الكارثة الغير مسبوقة في تاريخه، ولا تأبه لبطون الأطفال الخاوية ولا حتى لمستقبلهم المحفوف بالمخاطر الكبيرة نتيجة فقدانهم التعليم والرعاية الصحية والحماية.

 هذا الوضع المأساوي استدعى إعلاء صوت المنظمات الدولية محذرة من الأسوأ، والإنذارات المتتالية لإتخاذ اجراءات سريعة لتفادي الإنهيار الكلي والانفجار الاجتماعي الكبير والمتوقع حدوثه إذا ما استمر الحال على ما هو عليه. 

تقرير اليونيسف

حسب صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)،  أثرّت الأزمات تقريباً على جميع جوانب حياة اللبنانيين في ظل شح الموارد واستحالة الوصول واقعياً إلى الدعم الإجتماعي.  فوفقاً للمسح الذي قامت به منظمة اليونيسف ونشرته الأسبوع الفائت. ولخصته ممثلة اليونيسف في لبنان، يوكي موكو بالقول:  “في ظل عدم وجود تحسن في الأفق، فإن المزيد والمزيد من الأطفال يخلدون  إلى النوم وبطونهم خاوية”.  وبحسب المسؤولة الأممية، “تتأثر صحة الأطفال ومستوى تعليمهم وكل مستقبلهم، فالأسعار تحلّق في شكل هائل ونسبة البطالة تستمر في الارتفاع، ويزداد عدد الأسر في لبنان التي تضطر إلى اتخاذ تدابير التأقلم السلبية لتتمكن من الصمود، كإلغاء بعض وجبات الطعام توفيراً لثمنها أو إرسال أطفالهم للعمل، أو اللجوء إلى تزويج بناتهم القاصرات، أو بيع ممتلكاتهم”.

ويشير المسح الذي أجرته اليونيسف إلى أرقام صادمة، جاءت على الشكل التالي: 

أن أكثر من 30% من الأطفال في لبنان ناموا جوعى الشهر الماضي، لعدم حصولهم على عدد كاف من وجبات الطعام.

–  77 % من الأسر لا تملك ما يكفي من غذاء أو من مال لشرائه، وترتفع هذه النسبة بين الأسر السورية إلى 99 في المئة.

 60 %من الأسر تضطر إلى شراء الطعام عبر مراكمة الفواتير غير المدفوعة أو من خلال الإقتراض والإستدانة.

– 30 % من الأطفال في لبنان لا يتلقون الرعاية الصحية الأولية التي يحتاجون إليها.

 أعربت 76 % من الأسر عن تأثرها الكبير بالزيادة الهائلة في أسعار الأدوية.

– واحد من كل عشرة أطفال في لبنان أُرسل إلى العمل.

 40 % من الأطفال ينتمون إلى أسر لا يعمل فيها أحد، و77 في المئة من تلك الأسر لا تتلقى مساعدة اجتماعية من أي جهة.

 15 % من الأسر في لبنان توقفت عن تعليم أطفالها.

 80 % من مقدمي الرعاية يتحدثون عن مواجهة الأطفال صعوبات في التركيز على دراستهم في المنزل، إما بسبب الجوع أو نتيجة الاضطراب النفسي.

هذا، وجددت اليونيسف دعواتها إلى السلطات المحلية في لبنان، من أجل التوسع السريع في تلبية الحاجات الملحة وتوفير إجراءات الحماية الاجتماعية، من أجل ضمان الحصول على تعليم جيد لكل طفل، وتعزيز خدمات الرعاية الصحية الأولية وحماية الطفل. 

ودعت ممثلة اليونيسف في لبنان، يوكي موكو إلى اتخاذ اجراءات حاسمة مع تضافر الجهود لتنفيذها، من أجل “تخفيف المعاناة خاصة بين الفئات الأكثر ضعفاً ممن يقعون في براثن الفقر”. وشددت على أنه لا يمكن للبنان أن يتحمل كلفة وجود أطفال يُحرمون من التغذية أو يتركون المدرسة أو يعانون من صحة هشة ضعيفة، أو يواجهون خطر الإعتداء والعنف والإستغلال.

” الأطفال هم مستقبل أي أمة، وإنهم الاستثمار الأول والأخير”.

فهل من أذان صاغية ؟؟

نعمت بيان – مستشارة المرأة والطفل في المنظمة العربية لحقوق الإنسان في الدول الاسكندنافية

https://news.un.org/ar/story/2021/07/1078972

Show More

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button