العالمبیانفلسطين

الحقيقة كلفتها دم! في اليوم العالمي لحرية الصحافة! الصحفييون الفلسطنييون هدفا” لنيران العدو

في اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف في 3 مايو/آيار، لا بد من تسليط الضوء على ما تشهده الأراضي الفلسطينية عامة وغزّة خاصة من جرائم إبادة جماعية يندى لها الجبين، هي جرائم لم تشهدها حرب في العصر الحديث، التي لم توفر لا البشر ولا الحجر، واستهدفت وبشكل جنوني كل البنى التحتية والمساكن والمستشفيات ودور العبادة ومراكز الإيواء حيث أدى ذلك عن استشهاد  اكثر من 35000 شخص، معظمهم من الأطفال (15000) والنساء، وما يقارب 100.000 جريح ومصاب،  ناهيك عن الآلاف من المفقودين. وطالت هذه الجرائم بشكل مُلفت الجسم الصحافي الفلسطيني الذي كان في مرمى نيران العدو.

فالصحفيون الفلسطنيون لم يسلموا من الإعتداءات وكان لهم القسط الأكبر من الشهداء، حيث سُجل منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 ولتاريخ اليوم عن استشهاد أكثر من 130 صحفيا”، من بينهم 13 امرأة صحفية، وهذا لم يحدث قط أن استشهد هذا العدد الكبير من الصحفيين في مثل هذا الوقت القصير، في أية حرب من الحروب ، لا في الحربين العالميتين، ولا في الحروب التي حدثت لاحقا”. وقد أُعتبر ان ما يحدث في غزّة أكبر وأفظع مجزرة في تاريخ الإعلام. كما لم يسلم الصحافيون اللبنانيون من استهداف العدو ، حيث تم استهداف مجموعة من الصحفيين اللبنانيين أثناء تغطيتهم للقصف الاسرائيلي لجنوب لبنان، فاستشهد عددا” منهم وأصيب عدد آخر بجروح بليغة. 

يُذكر أن الكيان الصهيوني يمنع دخول الصحافة الأجنبية إلى قطاع غزّة للتعمية على جرائمه المرّوعة ، وأُقتصرت التغطية على الصحفيين الفلسطنيين الذين يعملون في ظروف مروعة وخطيرة وتفتقر إلى الحد الأدنى من الحماية .

القوانين الدولية وحماية الصحفيين 

على مدار أكثر من ستة عقود صدرت العديد من القوانين الدولية لحماية الصحفيين وتمكينهم من الدفاع عن حقوقهم في زمن السلم وزمن الحرب وحالات النزاعات العسكرية، وأهم هذه القوانين:

1.في زمن السلم

تنص المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير،ويشمل حرية اعتناق الأراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار، وتلقيها بأي وسيلة كانت، دون تقيد بالحدود والجغرافية”.

 إعلان اليونسكو حول إسهام وسائل الإعلام في دعم السلام العالمي والتفاهم الدولي وتعزيز حقوق الإنسان ومكافحة العنصرية والتحريض على الحرب للعام 1978:

تنص المادة الثانية  من الإعلان على أن “ممارسة حرية الرأي والتعبير وحرية الإعلام المتعارف عليها كجزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان وحرياته الأساسية هي عامل جوهري في دعم السلام والتفاهم الدوليين”.

2. في زمن الحرب
القانون الدولي الإنساني:

تنص المادة (79) من البروتوكول الإضافي الملحق باتفاقية جنيف 1949 لحماية المدنيين بالنزاعات العسكرية على أن  “الصحفيين المدنيين الذين يؤدون مهماتهم في مناطق النزاعات المسلحة يجب احترامهم ومعاملتهم كمدنيين، وحمايتهم من كل شكل من أشكال الهجوم المتعمد، شريطة ألا يقوموا بأعمال  تخالف وضعهم كمدنيين“.

*دراسة للجنة الدولية للصليب الأحمر عن القواعد العرفية للقانون الدولي الإنسان 2005:

تنص المادة (35) من الفصل العاشر على أنه “يجب احترام وحماية الصحفيين المدنيين العاملين في مهام مهنية بمناطق نزاع مسلح ما داموا لا يقومون بجهود مباشرة في الأعمال العدائية.

*القرار 1738 لمجلس الأمن الدولي:                                                                                

    نص القرار على:

– إدانة الهجمات المتعمدة ضد الصحفيين وموظفي وسائل الإعلام والأفراد المرتبطين بهم أثناء النزاعات المسلحة.                                                                                                                   – مساواة سلامة وأمن الصحفيين وموظفي وسائل الإعلام والأطقم المساعدة في مناطق النواعات المسلحة بحماية المدنيين هناك.                                                                                               – اعتبار الصحفيين والمراسلين المستقلين مدنين يجب احترامهم ومعاملتهم بهذه الصفة.             – اعتبار المنشئات والمعدات الخاصة بوسائل الإعلام أعيانا” مدنية لا يجوز أن تكون هدفا” لأي هجمات.

 هل يحترم العدو ويقيم وزنا” لهذه القوانين؟                                                                                                        لم يُعر هذا الكيان الهمجي والدموي أي اهتمام أو قيمة لمجمل القوانين الدولية المعنية بحماية الصحفيين ووسائل الإعلام، فالذي قتل الأطفال الخُدّج في المستشفيات دون أن يرف له جفن، لن يمنعه إجرامه من قتل المدنيين أي كانت صفتهم. ففي خلال أقل من سبعة أشهر قدمت غزّة كما ذُكر أعلاه أكثر من 130 شهيدا صحفيا”، بينما عدد الصحفيين الذين قتلوا في عام 2022 هو 86 صحفيا” ، كما بلغ العدد 66 في عام 2021 حسب تقرير حرية التعبير الذي قدمته اليونسكو، حيث سُميّت سنة 2022 بأنها أكثر سنة دموية بالنسبة للصحفيين. فماذا يُمكن أن يقال عن المذبحة التي يتعرض لها الصحفيون الفسلطنيون منذ7 أكتوبر 2023؟ والتي لم تُثر غضب المنظمات الدولية المتشدقة بحرية التعبير وبحقوق الإنسان!

هذا ويُعتبر الصحفيين الفلسطنيين هدفا” للعدو الاسرائيلي في محاولة لطمس الحقائق ومنع وصول الصورة الحيّة الكاملة لجرائم الكيان الصهيوني. بيد أن هذه الجرائم لم تبدأ بعد عملية طوفان الأقصى، رغم أنها الأفظع، بل أن جريمة  استهداف رجال الصحافة الفلسطينية هي منذ بداية الإحتلال الاسرائيلي لفلسطين.  فكم من من أصحاب الأقلام  الفلسطينية والوجوه الإعلامية تم تصفيتها ، نذكر على سبيل المثال لا الحصر ، غسان كنفاني،  كمال عدوان، ناجي العلي و شيرين أبو عاقلة  التي استشهدت بنيران العدو في 11-5-2022 في مخيم جنين ، ولم تنته في بإستشهاد الصحفي حمزة الدحدوح نجل الصحافي وائل الدحدوح الذي فقد عائلته في غزّة،  في وغيرهم الكثير والكثير ولا يتسع المقال لذكر كل الصحفيين الفلسطنيين الذي قضوا بنيران العدو!!                                                                                         بالإضافة إلى ذلك، أفاد تقرير لنقابة الصحافة الفلسطينية  في تقريرها السنوي لعام 2023 والذي نُشر في 4/1/2024 عن اعتقال 58 صحفيا” منذ 7 أكتوبر في الضفة الغربية وغزّة، وتسجيل 49 حالة اعتداء على صحفيين من قِبل المستوطنين في الضفة الغربية. كما وثق التقرير38 واقعة حدثت لاستهداف معدات العمل الصحافي من خلال تحطيمها، إما بالرصاص أو بالضرب والركل، بينما لم يتوان جيش الاحتلال عن الاستيلاء على معدات الصحفيين حتى دون أي اشعار بذلك.                                                                                                                                   وقال التقرير إن 80 مؤسسة صحفية وإعلامية تعرضت للإستهداف بالقصف والتدمير الكلي والجزئي وكذلك بالإقتحام والإغلاق، ونحو 9 من المطابع الفلسطينية في الضفة الغربية تعرضت للإقتحام والاستيلاء على محتوياتها، فيما تم اقتحام 91 من منازل الصحفيين من قِبل جيش الاحتلال، وأصبحت المؤسسات الإعلامية ووكالات الأنباء والصحف والإذاعات ملعبا” للصواريخ الاسرائيلية التي استهدفتها بشكل مباشر مما أدى إلى تدميرها. ورصد التقرير 314 حالة احتجاز ومنعهم من ممارسة العمل والتغطية تحت التهديد، ناهيك عن تعرض عائلات الصحفيين للتهديد والقتل. 

ننهي بالقول أن جرائم  القتل المتعمد  والإنتهاكات المروّعة والإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني بكل فئاته منذ أكثر من 75 عاما” لتاريخ اليوم، والتي بلغت من الوحشية ما يصعب وصفها بكلمات منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 كشفت زيف تشدّق المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وبحرية العمل الصحافي وحماية العاملين فيه.  فأين هي حرية الصحافة وسلامة العاملين فيها؟؟؟

1.https://www.aljazeera.net/news/2 –القوانين-الدولية-لحماية-الصحفيين

2.وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية-تقرير نقابة الصحافة

نعمت بيان – مستشارة المرأة والطفل في المنظمة العربية لحقوق الإنسان في الدول الاسكندنافية

Show More

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button