الإمارات العربية المتحدةالبحرينالجزائرالسعوديةالسودانالعراقالكويتالمغرباليمنبیانتونسسورياعمانفلسطينقطرلبنانليبيامصر

اليوم العالمي للغة العربية

يصادف 18 كانون أول /ديسمبر اليوم العالمي للغة العربية ، حيث إختير اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام  1973 قرارها التاريخي رقم 3190 الذي يوصي  بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة الأممية. 

وقد جاء في ديباجة القرار الأممي، أن الجمعية العامة تدرك “ما للغة العربية من دور هام في حفظ ونشر حضارة الإنسان وثقافته”، وتدرك أنها “لغة تسعة عشر عضواً من أعضاء الأمم المتحدة” (في ذلك الوقت)، وبناء عليه، تقرر إدخال العربية ضمن لغات الجمعية العامة الرسمية. 

أما موضوع استخدام اللغة العربية كلغة عمل في دورات المجلس التنفيذي للجمعية العامة، أُدرج في جدول الأعمال في عام 1974 بناءً على طلب العديد من حكومات الدول العربية ( الجزائر، العراق، ليبيا، الكويت،المغرب ، المملكة العربية السعودية، اليمن، جمهورية مصر العرية ولبنان). وفي تشرين أول /اكتوبر 2012 وعند انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لليونسكو، تقرّر تكريس يوم 18 كانون أول/ديسمبر يوماً عالمياُ للغة العربية. وفي 23 تشرين أول /اكتوبر 2013 قررت الهيئة الاستشارية للغة العربية كإحدى العناصر الأساسية في برنامج عملهل لكل سنة.

أهميتها

تُعد اللغة العربية من  أقدم اللغات السامية والأكثر انتشاراً في العالم،  كما تُعد من أرقى اللغات وأكثرها خصوبة، إذ يمتد تاريخها إلى ـأكثر من 18 قرناً، وتبلغ كلماتها نحو 12.3 مليون مفردة، ويتحدثها اليوم أكثر من 422 مليون شخص، وهي لغة العبادة لدى أكثر من مليار ونصف مليار مسلم في العالم، ، كونها لغة القرآن الكريم، حيث تُستخدم في العبادات والشعائر الدينية والسنةّ النيوية الشريفة ومختلف فروع الفقه الاسلامي. كما تٌعد اللغة العربية من بين الأربع لغات الأكثر استخداماً للأنترنت، كما أنها لغة شعائرية رئيسية لدى العديد من الكنائس المسيحية في المنطقة العربية، حيث كُتب بها كثير من الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى.

ميزاتها:

 تتمز اللغة العربية في التعريب، كما فيها خاصية الترادف والأضداد، كما تتميز بالمجاز والطباق والجناس والمقابلة والسجع والتشبيه، إضافة إلى البلاغة والفصحى وما تحويه من محسنات بديعية.وتتيح اللغة العربية الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات، كما أنها أبدعت بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب في ميادين متنوعة تضم على سبيل المثال لا الحصر الهندسة والشعر والفلسفة والغناء. وسادت العربية لقرون طويلة من تاريخها بوصفها لغة السياسة والعلم والأدب، فأثرت تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر في كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، مثل: التركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية وخاصةً المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية. وفضلا عن ذلك، مثلت حافزاً إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة.، كما أتاحت إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي.

التحديات التي تواجها اللغة العربية 

تواجه اللغة العربية  تحديات خطيرة  نتجة حالة الإنكسار التي تعانيها الأمة العربية والتي ترخي بظلالها عليها ، حيث تشهد تراجعاً وانحساراً خطيراً على مختلف المستويات الوجودية للثقافة واللغة والتعليم . فاللغة العربية في ظل هذا الوضع المأساوي التي تعيشه الأمة العربية ، تذوب وتندثر في ظل انكسار حضاري تمكّن من الروح العربية وجوهر الحضارة العربية التي ما زالت تفقد مكانتها وحضورها في زمن الانحدار والسقوط والانحطاط. فالنزاعات والحروب والاحتلالات لعبت دوراً كبيراً وخطيراً في محاولة تذويب الهوية العربية. 

اليوم يعيش جزء كبير من أبناء الأمة العربية حالة الإنسلاخ عن هويتهم وانتمائهم العروبي، نتيجة حالات التطبيع وما يتضمنها من اتفاقيات ومبادلات على كافة الصعد، (ثقافة وفنية وأمنية وغيرها….) أيضاً تعمل الاحتلالات  على تغريب اللغة العربية وحتى الغاؤها، فالأحتلال الايراني للاحواز العربية يمنع استخدام اللغة العربية لأبناء الأحواز، ويفرض عليهم اللغة الفارسية، مثيله الاحتلال الصهيوني لفلسطين، والاحنلالين الأميركي-الفارسي للعراق الذي يعمل على محو كل ما له صلة باللغة والثقافة العربية وتاريخها ، ليحل محلها مصطلحات ومفاهيم غريبة كلياُ عن المفاهيم العربية. يُضاف إلى ذلك تعزيز اللغات الأجنبية على حساب اللغة العربية، خاصة اللغة الإنكليزية التي تٌتعبر اللغة الوحيدة المتداولة عالمياً، إن كان في المدراس والجامعات أو في الحياة اليومية. كما إن منذ فترة بدأ التوجه لاستخدام اللغة العامية (المحكية) كلغة عربية بديلة عن الفصحى التي يروج لها الكثرين.  وفي قول للمتنبي واصفا المشهد الاغترابي للعربية في شيراز في عهد عضد الدولة، إذ يقول:

مغاني الشعب طيبا بالمغاني           بمنزلة الربيـع مـن الزمـان

ولكن الفتى العربي فيها                  غريب الوجه واليد واالسان 

ملاعب جنة لو سار فيها               سليمان لسار بترجمان

إذاً اللغة  ليست حالة عرضية في الوجود الإنساني، أو  إضافة من إضافاته، إنما هي الوجود الإنساني بكل جوهره وأسمة معانيه، وهي التعبير رالأعمق عن روح الأمة ووجدانها وتاريخها.  واللغة هي الهوية، والهوية لا يمكن أن تستقيم من غير لغة تحددها. ولا يمكن للغة أن تسمو إلا تعبيرا عن تألق حضاري لأمة تنهض وتنطلق في عالم الحضارات الإنسانية. وانطلاقا من هذه الحقيقة يأتي الاهتمام باللغة العربية وشؤونها وهمومها بوصفها هوية وقضية حضارية أساسية ضاربة في الوجود الإنساني العربي منذ الأزل.

لذا المطلوب حماية هذه اللغة العريقة من تغريبها وتهميشها أو إذابتها ، وذلك من خلال توعية الجماهيير العربية بأهمية التمسك بالهوية العربية، وهذا واجب قومي لجميع المكونات (ثقافية وتربوية وسياسية واجتماعية )، عبر إدراج أهمية اللغة العربية في المناهج التربوية أوعبر الندوات وحملات التوعية ، لقطع الطريق على المتربصين بها.
  وقد وصف الشاعر الصقلّي (إجنازيو يوتينا)  في بعض ابيات شعره  الجميلة أهمية اللغة كهوية وانتماء:

” ضع شعباً في السلاسل، جردهم من ملابسهم، سدّ أفواههم …. لكنهم ما زالوا أحراراً ،

خُذ منهم أعمالهم…وجوزات سفرهم، والموائد التي يأكلون عليها، والأسرّة التي ينامون عليها…. لكنهم ما زالوا أغنياء،

إن الشعب يفتقر ويُتسعبد، عندما يُسلب اللسان الذي تركه الأجداد، وعندها يضيع إلى الأبد…”     

نعمت بيان – مستشارة المرأة في المنظمة العربية لحقوق الإنسان في الدول الاسكندنافية

18/12/2021

https://www.un.org/ar/observances/arabiclanguageday

https://ar.wikipedia.org/wiki/

Show More

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button