الطفلالعالمبیانلبنان

التعليم في لبنان بين مطرقة الإهمال والفساد وسندان جائحة كورونا

التعليم في لبنان بين مطرقة الإهمال والفساد وسندان جائحة كورونا

وتقرير منظمة انقذوا الأطفال ” سايف ذي شيلدرن” عن خطر عدم عودة اطفال لبنان الى المدارس

نعمت بيان – مستشارة المرأة والطفل في المنظمة العربية لحقوق الإنسان في الدول الإسكندنافية

حذرت تقارير للأمم المتحدة  (اليونيسف)  إن 800 مليون طفل في العالم لم يعودوا بالكامل إلى المدرسة، حيث يتعرض الكثيرون لخطر عدم العودة  إلى الفصول الدراسية مطلقا” مع استمرار الإغلاق لفترة أطول. وهناك ما لا يقل عن 90 دولة حيث المدارس إما مغلقة أو تقدم مزيجا” من التعلم عن بعد والتعلم الشخصي. 

ولبنان  يُعتبر من هذه الدول والأكثر تضررأ في في قطاعها التعليمي،  لأن الضرر الذي أصاب القطاع التربوي في لبنان لا يقل خطورة عن الضرر الذي اصاب  باقي القطاعات الأخرى ( إقتصادية واجتماعية وصحية ومالية وغيرها)، ليس من جراء فيروس كورونا فحسب  -الذي دون شك تسبب بأذى كبير نتيجة اتباع سياسة  الإقفال والحجر- بل ايضا” نتيجة سوء الإدارة المشبعة بالفساد وترنح النظام السياسي وانحلال منظمومة الأخلاق.  وفي ظل مجتمع منخور بالفساد والطائفية والمحسوبية وغياب الوعي وضعف ثقافة الشان العام، أمسى نظام التعليم صورة طبق الأصل عن هذا الوضع المزري . 

في كل دول العالم المتحضر والغير متحضر ، يجري الإهتمام وتعزيز قطاع التعليم الرسمي المجاني،  لتوفير هذا الحق لكل التلاميذ بغض النظر عن الوضع المادي أو الإجتماعي للأسر، ففي هذا القطاع تجري عملية الدمج لكل أفراد المجتمع لا فرق بين غني وفقير ، وبغض النظر عن اللون والجنس والدين، بالإضافة إلى اتباع مناهج التربية الوطنية التي تعزز الشعور بالإنتماء الوطني. إلا في لبنان، فقطاع التعليم الرسمي لم يُولى الإهتمام اللازم لتطويره، إن كان  من خلال مواكبة العصر في الأساليب الحديثة في المناهج، أو في توفير التجهيزات المطلوبة.  فحاله من الأساس سيىء ، وكيف له مع الظرف الحالي الذي يعيشه لبنان الذي يواجه إنهيار لم يسبق له مثيل في كل قطاعاته،  حيث كل المؤشرات تدل على أننا أمام كارثة تربوية ليس فقط في المدارس بل في الجامعات ،  نتيجة إهمال الدولة لهذا القطاع وغياب وزارة التربية  عن المشهد. 

ولهذا السبب بدأت منظمات دولية تدق ناقوس الخطر لعدم تمكن الكثير والكثير من التلاميذ من العودة إلى المدراس.

 تقرير منظمة انقذوا الأطفال ” سايف ذي شيلدرن” عن خطر عدم عودة اطفال لبنان الى المدارس

Save the  Children` report:

POINT OF NO RETURN: MANY OF LEBANON’S CHILDREN RISK NEVER RETURNING TO SCHOOL!

نشرت منظمة انقذوا الأطفال ” سايف ذي تشيلدرن” تقريرا”يوم الخميس الماضي حذرت فيه  من كارثة تربوية في لبنان، حيث يواجه الأطفال من الفئات المهمشة خطرا” حقيقيا” بالإنقطاع نهائيا” عن التعلم على وقع انهيار اقتصادي فاقمته تدابير التصدي لفيروس كورونا.

وفي تقريرها حول أزمة القطاع التربوي في لبنان، قالت المنظمة إن “الأزمة الإجتماعية  والإقتصادية في لبنان تتحول إلى كارثة تعليمية، بينما يواجه الأطفال الأكثر هشاشة خطرا” حقيقيا” يتمثل بعدم العودة إطلاقا” إلى المدرسة”. 

ومنذ تفشي فيروس كورونا قبل عام، قدّرت المنظمة عدد الأطفال الموجودين خارج مدارسهم بأكثر من 1,2 مليون طفل. وقالت إنه خلال العام الماضي، تلقّى الأطفال اللبنانيون تعليمهم خلال 11 أسبوعا”، قيما تلقّى الأطفال السوريون اللاجئون معدلا” أدنى بكثير، جراء اقفال المدارس لأسباب عدة، بينها حركة الإحتجاجات الشعبية ضدّ الطبقة السياسية ثم تدابير الإغلاق مع تفشي كورونا.

وعمّق الإنهيار المتمادي مستوى الفقر، حيث بات أكثر من نصف اللبنانيين تحت خط الفقر، بينما يرتفع المعدل الى 70%770% في صفوف اللاجئين الفلسطينيين و90%  في صفوف اللاجئين السوريين تباعا”.

ويشكل الفقر، وفق تقرير المنظمة، “عائقا” أمام وصول الأطفال إلى التعليم، فيما لا تستطيع العديد من العائلات تحمّل تكاليف متطلبات التعلّم أو تضطرّ إلى الإعتماد على الأطفال لتوفير الدخل”.

وكان لبنان في عداد اولى الدول التي فرضت إقفال المدارس في آذار/مارس 2020 مع تفشي فيروس كورونا. وتم اعتماد نظام التعليم عن بعد، الذي تتفاوت فعاليته بين المدارس الخاصة والرسمية.

وتجعل الأزمة الإقتصادية التعليم عن بعد خارج متناول الأطفال أكثر فأكثر، مع عدم قدرة عائلاتهم على تكبّد تكاليف الأنترنت على وقع تدهور سعر صرف العملة المحلية وفقدان عشرات آلاف السكان وظائفهم أو جزءا” من رواتبهم.

ونقل التقرير عن طفل عمر 11 عاما” قوله إنه يتشارك وشقيقيه هاتفا” ذكيا” لتلقّي دروسهم، ويتوجب عليه الذهاب إلى منزل الجيران لإستخدام شبكة الأنترنت.

وقالت مديرة المنظمة في لبنان جينيفر مور هاد إن “تعليم آلاف الأطفال في لبنان معلّق بخط رفيع”. وحذرت من أن عددا” كبيرا” منهم قد لا يعود إطلاقا” إلى الفصل الدراسي، إما لأنه فاتهم الكثير من الدروس بالفعل، أو لأن أُسرهم لا تستطيع تحمل تكاليف إرسالهم إلى المدرسة”.

وإلى جانب فقدانهم إمكانية التعلّم، نبّهت المنظمة من أن “الأطفال غير الملتحقين بالمدارس هم أكثر عرضة لخطر الوقوع ضحية عمالة الأطفال وزواج الأطفال وأشكال اخرى من الإساءة والإستغلال”.

وحضّت المنظمة الجهات المعنية على سرعة التحرك “لضمان عدم فقدان جيل كامل فرصة الحصول على التعليم”. وعلى فتح المدارس متى أمكن ذلك.

 مختصر عن نوع المدارس في لبنان!

 التعليم في لبنان يندرج تحت ثلاثة أقسام هي :

1-التعليم الرسمي المجاني التي تشرف عليه وزارة التربية والتعليم العالي، ومعظم تلاميذه من الطبقات الفقيرة.

2-التعليم الخاص غير المجاني الذي يتبع إما لإرساليات دينية (مسيحية وإسلامية) ، أو لمؤسسات تربوية علمانية وهي ليست بالكثيرة. ومعظم الأهالي الذين لديهم امكانيات مادية عالية يتوجهون لهذه المدارس لجودتها من حيث المستوى العالي والتجهيزات الحديثة والمناهج المتطورة، رغم أن أقساطها مرتفعة جدا.

3-التعليم الخاص الشبه المجاني ، وهو عبارة عن مدارس لا تتميز بالجودة العالية، غالبا” ما تكون في المناطق الفقيرة ، وتُمَوّل من وزارتا التربية والشؤون الإجتماعية للحالات المتعسرة ، بالإضافة إلى الأقساط المعقولة نسبيا” التي يدفعها الأهالي.

إن حفرة الإنهيار في الوضع التعليمي في لبنان تتسع بسبب عجز النظام التربوي المنخور بالفساد والإهمال والمحسوبيات على مواجهة ومعالجة هذه الأزمة، هذا النظام المحمي من مافيات السياسة المتحكمة بكل القرارت، يستحضر أسهل الحلول ، على سبيل المثل لا الحصر، إعطاء إفادات نجاح لكل الطلاب، بدل إبجاد حلول جذرية تنقذ الواقع التعليمي من هذا الإنحدار الخطير الذي إن استمر على هذا المنوال سيودي بسمعة الشهادة اللبنانية الى القعر، التي كانت مصنفة من أهم الشهادات. 

وقد أوردت صحيفة النهار في مقال للصحافي إبراهيم حيدر، عن  مدير إحدى المدارس العريقة في لبنان  الذي وصف الواقع التربوي بسفينة يتآكل هيكلها ويخترقها الصدأ وتغالب الغرق إلى قعر المحيط.  المدارس اليوم عاجزة عن الإستمرار كما كل القطاعات التي تعاني الإنهيار ، فإذا لم تخطط وزارة التر بية لتجنب سقوطها في الهاوية، فإن على التعليم السلام “.

مصادر:

https://www.theguardian.com/global-development/2021/apr/05/schools-800-million-children-education-disrupted

https://www.annahar.com/arabic/authors/30032021090610683

https://www.savethechildren.net/news/point-no-return-many-lebanon%E2%80%99s-children-risk-never-returning-school

Show More

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button