الأمم المضطهدةالعالمفلسطين

مجزرة صبرا وشاتيلا-

مجزرة صبرا وشاتيلا- 

جرح يأبى أن يندمل وذاكرة تأبى أن تنسى!

نعمت بيان – مستشارة المرأة والطفل في المنظمة العربية لحقوق الإنسان في الدول الاسكندنافية

يصادف اليوم الخميس 16 أيلول 2021 الذكرى الـ 39 لارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا،  المجزرة المروّعة التي هزّت العالم، والتي ما تزال مشاهد القتل والذبح والاغتصاب حاضرة بكل بشاعتها أمام أنظار العالم أجمع وأمام من نجوا من هذه المذبحة. هذه المجزرة خطط لها الإحتلال الاسرائيلي وشارك في تنفيذها مع مليشيات لبنانية حليفة له خلال فترة الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.  والتي راح ضحيتها  ما بين 4000 و 4500 ضحية حسب شهادة الكاتب الأميركي رالف شونمان أمام لجنة أوسلو في تشرين أول/أكتوبر 1982، (وفق ما أبرزته تقارير لمركز عودة الفلسطيني والمؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان “شاهد”). العدد الأكبر للشهداء  هم من اللاجئين الفلسطينيين واللبنانيين إضافة إلى مواطنين من جنسيات أخرى، ولا يزال 484 من الضحايا بحكم المخطوفين والمفقودين ولم يعد أي منهم حتى الآن حسب المؤرخة الفلسطينية بيان نويهض الحوت في كتابها “صبرا وشاتيلا أيلول 1982 “.

أحداث مجزرة صبرا وشاتيلا بدأت في 15/9/1982، حين اقتحمت وحدات من قوات جيش الاحتلال الإسرئيلي الغازية المخيم الواقع في غرب بيروت، لتقتل 63 مدنياً فلسطينياً، ومن ثم تنسحب وتسلم مهام استكمال ارتكاب المجزرة للقوى  اللبنانية المتحالفة معه. فقد اقتحم المخيم 350 عنصراً ، وفي اليوم التالي الواقع في 16/9/1982 ارتكب المجرمون على مدار 43 ساعة ، واحدة من أفظع وأبشع المجازر في القرن العشرين بحق النساء والأطفال والشيوخ من المدنيين العُزّل حسب الكاتب الفرنسي آلان منراغ في كتابه” أسرار الحرب على لبنان”.

في هذا اليوم من كل عام يحيي الفلسطينيون في لبنان وحول العالم، هذه الذكرى الأليمة ، بالتأكيد على أن الجرائم يستحيل أن تسقط بالتقادم وستبقى مطالبات ذوي الضحايا بمحاكمة المتورطين فيها. وعلى الرغم ان هذه الجريمة التي ارتكبت على مرأى العالم، ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ونفذت على نطاق واسع ويفوق الخيال الإنساني بفظاعتها الا أن احداً من المتورطين في جريمة صبرا وشاتيلا لم يقدم إلى العدالة.

إن مجزرة صبرا وشاتيلا ستبقى حاضرة في ذاكرة ليس الفلسطينيين فحسب بل في ذاكرة كل الشرفاء في العالم، وهي تشكل وصمة عار على جبين الإنسانية الصامتة. فهذه المجزرة لم تكن أول المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين ولا آخرها ، فقد سبقتها وتبعتها الكثير من المجازر ، ولكنها كانت الأبشع والأكثر ترويعاً حيث تأبى الذاكرة نسيانها وجرحها العميق يصعب دمله!

وكما  قال الكاتب الفلسطيني ابن مخيم شاتيلا محمود كلَّم في كتابه ” مخيم شاتيلا الجراح والكفاح”: 

“مهما كُتب وسيُكتب عن مجزرة صبرا وشاتيلا، فسوف تبقى نبعاً لآلاف القصص المأساوية وستظل جرحاً يأبى أن يندمل”.

Show More

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button