Site icon Arab Organization for Human Rights in Scandinavia

كارثة ستحلّ على ملايين في شمال غرب سوريا في حال إغلاق آخر معبر حدودي للمساعدات الإنسانية

لقد  تكبدّ الشعب السوري مئات الآلاف من الضحايا  المدنيين وعشرات الآلاف من المعتقلين والمفقودين، والنازحين الذين تجاوز عددهم الستة ملايين والذين يقيمون في مخيمات معظمها غير مستوفية الشروط الصحية والبيئية، إضافة إلى ما يقارب 6،000،000 لاجىء توزعوا في بقاع الأرض هربا” من جحيم الحرب التي تجازوت العشر سنين، لتأتي أزمة منع وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين عبر إقفال معبر باب الهوى لتزيد طين معاناة السوريين بلّة ،وتفاقم الوضع إلى الأسوءا” إذا ما استخدمت روسيا الفيتو ضدّ إعادة تفويض ممر المساعدات. وقد حذرت منظمة “هيومن ووتش رايتس”  في تقرير حديث لها من عواقب إقفال آخر معبر لإيصال المساعدات للمدنيين السوريين في شمال غرب سوريا.

الفيتو الروسي سيُغلق شريان الإغاثة الأخير في سوريا!

في تقرير  لها تاريخ 10/6/2021 أعلنت منظمة “هيومن ووتش رايتس” إن ملايين من السوريين معرضون لخطر فقدان الوصول إلى المساعدات المنقذة للحياة، بما في ذلك خلال تفشي فيروس كورونا،  إذا ما استخدمت روسيا حق النقض “الفيتو” ضدّ إعادة تفويض ممر المساعدات الوحيد المتبقي من تركيا إلى شمال سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة.

في عام 2014 سمح مجلس الأمن الدولي بعبور المساعدات إلى سوريا عبر أربع نقاط حدودية، ولكنها تقلّصت مطلع العام الماضي بضغط من روسيا والصين، واخُتصرت بمعبر باب الهوى بين تركيا ومحافظة ادلب شمال غرب البلاد، حيث يدخل عبره شهريا” حوالي عشرة آلاف شاحنة. 

وبسبب تهديد روسيا باستخدام الفيتو ضد التفويض، قام ىمجلس الأمن رسميا” في 10 كانون الثاني/يناير 2020 بإزالة اثنين من المعابر الحدودية المصرح باستخدامها، مما أوقف جميع المساعدات الأممية عبر الحدود إلى شمال شرق وجنوب سوريا. وفي تموز/يوليو 2020 ، أُزيل ايضا” معبر باب السلام، تاركا” معبر باب الهوى الخيار الوحيد الذي تنسقّه الأمم المتحدة لمنظمات الإغاثة في شمال غرب سوريا؟

وقال جيري سيمبسون، المدير المساعد لقسم شؤون الأزمات والنزاعات في هيومن رايتس ووتش :  “إغلاق شريان الحياة الأممي الوحيد المتبقي في شمال غرب سوريا سيعزل ملايين الناس عن المساعدات ويُفجر كارثة إنسانية. ينبغي أن يتلقى سكان شمال غرب سوريا وملايين آخرين في الشمال الشرقي ،المساعدة، بما في ذلك لقاحات فيروس كورونا وإمدادات الر عاية الصحية الأساسية الأخرى، عبر جميع الطرق الممكنة”.

حاليا” تجري مفاوضات في مجلس الأمن بشأن تمديد وصول المساعدات عبر الحدود إلى مناطق في شمال غرب سوريا. لكن في شباط/فبراير ، أشارت روسيا إلى نيتها إغلاق المعبر الأخير المتبقي، عبر  باب الهوى، عندما يحين موعد التصويت في المجلس قبل انتهاء المدة في 10 تموز/يوليو 2021.

مع   العلم إن معظم سكان شمال غرب سوريا والبالغ عددهم 4،000,000 نسمة، بمن فيهم ما لا يقل عن مليون نازح،  يعتمدون على المساعدات الإنسانية. 

وتعتبر الأمم المتحدة إن الحكومة السورية تعرقل ما يُعرف بالمساعدات “العابرة لخطوط النزاع”، وهي الإمدادات التي تعبر من الأجزاء التي تسيطر عليها الحكومة في البلاد إلى الأجزاء الغير خاضعة لسيطرتها في الشمال الغربي والشمال الشرقي. وقد أقرّ مجلس الأمن عام 2014 بأن الحكومة السورية “تحجب بشكل تعسفي وغير مبرر الموافقة على عمليات الإغاثة وباستمرار الأوضاع التي تعوق إيصال الإمدادات الإنسانية”. 

وبموجب القوانين الدولية التي تسري في حالة الحرب، فإن سوريا ملزمة بالسماح وبالمرور السريع ودون عوائق للمساعدات الإنسانية للمدنيين ، ولا يجوز لها حجب الموافقة على عمليات الإغاثة لأسباب تعسفية. كما على جميع الأطراف الأخرى في النزاع، بما في ذلك روسيا والدول الأخرى المعنية  السماح بهذه المساعدات وتسهيلها. 

التوصيات التي رفعتها منظمة هيومن ووتش رايتس:

  1. على مجلس الأمن  فورا” إعادة تفويض  العمليات عبر الحدود في شمال غرب سوريا عبر باب الهوى، والسماح بمثل هذه العمليات عبر باب السلام إلى الشمال الغربي، وعبر اليعربية إلى شمال شرق سوريا من خلال منح إذن صريح لتسليم المساعدات عبر الحدود إلى سوريا لمدة سنة واحدة.
  2. على روسيا ألا تعارض إعادة تفويض مجلس الأمن للمعابر الحدودية ، كما عليها أيضا” استخدام نفوذها للضغط على السلطات السورية للسماح لوكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة بإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع المناطق في سوريا، بما فيها تلك المناطق الغير خاضعة لسيطرة النطام.
  3. على الحكومة السورية تسهيل وصول موظفي الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية دون عوائق إلى جميع المناطق في سوريا ، وتخفيف القيود التي تؤخر وصول الإمدادات الطبية.
  4. على منظمة الصحة العالمية، والأمين العام للأمم المتحدة، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارىء، والمنسق والمقيم للشؤون الإنسانية في سوريا مواصلة الضغط على السلطات السورية للسماح لمنظمة الصحة العالمية والوكالات الأممية الأخرى في دمشق بتقديم الإمدادات والمساعدات والطواقم لجميع أنحاء سوريا بطريقة منصفة وقائمة على تقييم موضوعي للاحتياجات.
  5. على المانحين الدوليين للأمم المتحدةـ، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، الضغط على السلطات السورية للسماح للإمدادات والطواقم الطبية بالوصول إلى جميع أجزاء شمال غرب وشمال شرق سوريا.

كما شددت منظمة “هيومن ووتش رايتس” على المانحين  والأمين العام ومنسق الإغاثة في حالات الطوارىء أن يطلبوا من مجلس الأمن تجديد تفويض الوكالات الأممية باستخدام جميع نقاط العبور الحدودية المُتاحة للمساعدة في وصول الامدادات والموظفين إلى شمال غرب سوريا وشمال شرق سوريا.   

نعمت بيان – مستشارة المرأة والطفل في المنظمة العربية لحقوق الإنسان في الدول الإسكندنافية

https://www.hrw.org/ar/news/2021/06/10/378875

Exit mobile version