Site icon Arab Organization for Human Rights in Scandinavia

نقص الغذاء وسوء التغذية في بلاد الخيرات!

نقص الغذاء وسوء التغذية في بلاد الخيرات!

[البلاد التي نُثِرَ فيها يوماً القمح على رؤوس الجبال، حتى لا يُقال جاع طير في بلاد العرب]

[ 94%من أطفال لبنان الصغار لا يتلقون النغذية التي يحتاجونها]

اليونيسف تُحذّر من تفاقم سوء التغذية في 5 دول عربية جرّاء الحرب في أوكرانيا

نعمت بيان – مستشارة المرأة والطفل في المنظمة العربية لحقوق الإنسان في الدول الاسكندنافية.

10/4/2022

ماذا يعني سوء التغذية ونقص التغذية والفرق بينهما ؟

سوء التغذية هو مصطلح يشير إلى الإستهلاك غير الكافي، أو الزائد أو غير المتوازن من المواد والمكونات الغذائية، التي تؤدي إلى اضطربات في عمليات التغذية، اعتماداً على أي من تلك المكونات الغذائية هو من يمثل عنصر الزيادة أو النقص في الوجبات الغذائية.  وهو نوعان:

– النوع الأول الذي يشمل حالة التقزم، والذي يُعرّف على أنه انخفاض الطول بالنسبة للعمر، والهُزال، وهو انخفاض الوزن بالنسبة للطول، ونقص الوزن، وهو انخفاض الوزن بالنسبة للعمر، ونقص الفيتامينات والمعادن.

– النوع الثانيوعبارة عن فوضى واضطراب في النظام الغذائي، ويتضمن زيادة الوزن والسمنة والأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي،  كأمراض القلب والسكتات الدماغية والسكري والسرطان.

أما نقص التغذية ، فهو نوع من أنواع سوء التغذية، ويُعرّف على أنه اضطراب غذائي ناتج عن عدم تناول الطعام بشكل كافي، نتيجة نقص استهلاك الطعام، أو سوء الإمتصاص، أو سوء استخدام الجسم للعناصر الغذائية، بسبب الإصابة بأمراض معدية بشكل متكىرر.

أسباب سوء التغذية

عوامل عديدة تسبب في أزمات نقض الغذاء وحدوث المجاعات، ومنها العوامل المناخية والكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفياضانات والزلازل وغيرها من الظواهر الطبيعية ذات الطابع الكارثي و إنتشار الأوبئة، إضافة ألى الحروب والنزاعات التي تعيشها بعض بلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، ربطاً بالفساد المستشري والمستفحل  في أنظمة هذه البلدان،حيث تسببت هذه الحال إلى انتشار الفقر المدقع بسبب نهب وهدر ثروات هذا البلدان على يد أنظمة مافياوية فاسدة، (لبنان) أحد الأمثلة الحيّة على ذلك. 

مظاهر سوء التغذية

عوارض متعددة ترافق لسوء التغذية وأهمها: فقدان الشهية، التعب، عدم القدرة على التركيز، الشعور المستمر بالبرد، الإكتئاب، ضعف الجهاز العضلي وأنسجة الجسم ونقص في الدهون، تقصّف الشعر، انتفاخ البطن، جفاف الجلد، الإعياء، الصداع، السمنة /زيادة الوزن أو النحافة، ضعف وظائف جهاز المناعة، قصر القامة ، انتفاخ الأطراف وغيرها الكثير من العوارض الأخرى …..

وأكثر الفئات المتضررة من نقض الغذاء وسوء التغذية هم الأطفال الذين يفتقدون الحصول عل العناصر الأساسية من الطعام، مما يشكل أعراض مرضية خطيرة جدًا على صحة الطفل، وخاصةً ما قبل عمر السنتين، فيؤثر على النمو والتطور البدني والعقلي.  كما يزيد سوء التغذية من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل:السمنة، والسكري، وأمراض القلب.

*العديد من تقارير المنظمات الأممية أشارت إلى خطورة هذا الوضع وحذرّت من تفاقمه وعواقبه. وأحدث هذه التقارير لمنظمة اليونيسف  الصادر في 7 أبريل/نيسان 2022 تحت عنوان:

 “مع استمرار الحرب في أوكرانيا، ملايين الأطفال في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا في خطر تزايد سوء التغذبة وسط ارتفاع أسعار المواد الغذائية، حيث أصبح تأمين الطعام على مائدة الإفطار خلال شهر رمضان المبارك يُشكّل تحدياً للعائلات”.

وقد جاء في التقرير، ” أنه ومع مضي ستة أسابيع على بدء الحرب في أوكرانيا، من المتوقع أن تتفاقم حدة سوء التغذية لدى الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبينما يستقبل المسلمون في المنطقة شهر رمضان المبارك، يؤدي تعطل وصول الواردات بسبب النزاع إلى نقص المواد الغذائية وسط ارتفاع أسعار السلع الأساسية، بما في ذلك القمح وزيوت الطعام والوقود.  إذا استمر هذا الوضع، فإنه سيؤثر بشكل كبير على الأطفال، خاصة في مصر ولبنان وليبيا والسودان وسوريا واليمن؛ والتي يعتبر بعضها مراكز جوع وفقًا لتقييمات أجريت قبل أزمة أوكرانيا، حيث كانت تلك الدول تعاني أصلاً من النزاعات أو الأزمات الاقتصادية أو الزيادة الحادة في أسعار الأغذية العالمية في عام 2021″.

 وتقول أديل خُضُر، المديرة الإقليمية لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “تشهد المنطقة، بالتزامن مع استمرار النزاعات وعدم الاستقرار السياسي وجائحة “كوفيد-19” وأزمة أوكرانيا، ارتفاعً ا غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية، إلى جانب انخفاض القوة الشرائية، ومن المرجح أن يشهد عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية زيادة حادّة”.

وإضافة لتأثير كوفيد-19 لعامين متتالين ، ضاعفت الحرب في أوكرانيا على الاقتصادات والأمان الوظيفي والفقر في المنطقة، التي تستورد أكثر من 90% من غذائها.

ووفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، ارتفعت أسعار زيت الطهي بنسة 36% في اليمن، و39% في سوريا، كما ارتفعت أسعار دقيق القمح بنسنة 47% في لبنان، و15% في ليبيا، و 14% في فلسطن.

ويُشار إلا أن المنطقة العربية تستورد  أكثر من 90% من غذاءها، وتعاني دول عديدة من سوء تغذية الأطفال ، لا سيما بسبب الحروب والنزاعات المسلحة إضافة إلى الأزمات الإنسانية. (وللتذكير فقط، ما ورد في تقرير سابق لمنظمة اليونيسف في 1/7/2021، والذي أكدّت فيه بعد مسح أجرته في لبنان، أن 77% من الأسر في لبنان لا تملك ما يكفي من غذاء، و30% من أطفال لبنان ينامون ببطون خاوية جراء الأزمة الاقتصادية وانهيار العملة الوطنية).

كما ورد في  التقرير ، أن 36%  فقط من صغار الأطفال في المنطقة العربية يتلقون التغذية التي يحتاجونها للنمو بطريقة صحية. كما تُعتبر المنطقة موطناً لمعدّلات عالية من النقص في التغذية ونقص المُغذيّات الدقيقة، أيضاُ يعاني ما معدّله واحد من كل خمسة أطفال تقريباً من التقزم، بينما يبلغ متوسط معدل الهُزال نسبة 7%.

وأكدّت اليونسيف على أن معدّلات نقص التغذية أعلى في دول المنطقة الأكثر تضرراً من الحرب في أوكرانيا. وهي:

1. في اليمن ، 45% من الأطفال يعانون من التقزم، وأكثر من 86% يعانون من فقر الدم.

2. في السودان، 13.6% من الأطفال يعانون من الهُزال، و36.4% من التقزم، ويعاني نصفهم من فقر الدم.

3. في لبنان، 94% من الأطفال الصغار لا يتلقون التغذية التي يحتاجونها، بينما يعاني أكثر من 40% من النساء والأطفال دون سن الخمس سنوات من فقر الدم.

4. في سوريا، يحصل طفل واحد فقط من بين كل أربعة أطفال على التغذية التي يحتاجها، ففي عام 2021 وحده، بلغ متوسط سعر سلّة الغذاء الضعف تقريباً.

في الإجمال، إن في سوريا ولبنان والسودان واليمن، ثمّة أكثر من 9.1 مليون طفل دون سنة الخامسة، وحوالي 13.8 ملايين طفل وامرأة ممن هم بحاجة إلى المساعدات التغذوية.

في الختام، سؤال يطرح نفسه، هل من المعقول أن بلاداً تعوم على ثروات وخيرات هائلة، يجوع أطفالها؟ ولماذا لأ تُصرف الأموال على قطاعات الصحة والتعليم والسكن التي هي حقوق أساسية للإنسان وأولوية في سبيل التنمية البشرية والخروج من حالة الفقر المُدقع والجهل الذي انتشر بشكل واسع،  واللذان يهددان بعواقب وخيمة على الإنسان والمجتمع على حدٍ سواء.

ومما لا شك فيه، أن الحروب والنزاعات لعبت دورأ رئيسياً في الوصول لهذا الفتك بالوضع الصحي والغذائي في بعض البلدان العربية، مثله مثل باقي القطاعات الأخرى( تعليمية واجتماعية ومالية الخ…) ولكن أيضاً، هناك عامل آخر ساهم في هذه الحال، وهو سوء الإدارة من قِبل الأنظمة القائمة على الفساد والهدر والسرقات والمحاصصات خدمة للمصالح الشخصية أو لأجندات تخدم الأعداء على حساب الأوطان ، وعلى حساب صحة أطفالنا ومستقبلهم المُهدّد بالضياع.

في بلاد العرب، بلاد الخير والثروات ، جاع أطفال العرب وأصبحوا مثالاً فاضحاً للفقر والمرض نتيجة نقص الغذاء وسوء التغذية!  

فأين نحن مما قاله الخليفة عمر بن عبد العزيز:

” أشتروا القمح وانثروهُ على رؤوسِ الجبالِ، حتى لا يُقال جاعَ طيرٌ في بلادِ المسلمين”.

https://www.unicef.org/mena/ar-استمرار-الحرب-في-أوكرانيا،-ملايين-الأطفال-في-الشرق-الأوسط-وشمال-إفريقيا-في-خطر

Exit mobile version