الطفلالعالم

اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء

اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء

International Day of Innocent Children Victims of Aggression

نعمت بيان – مستشارة المرأة والطفل في المنظمة العربية لحقوق الإنسان في الدول الاسكندنافية

4 حزيران/يونيو 2022

في الحروب والنزاعات والأزمات (اقتصادية، اجتماعية، سياسية أو مناخية ….)، يصبح الأطفال وقود جاهزة لهذه الأزمات، وهم غالباً  هدفاً سهلاً  نتيجة فشل الحكومات والمنظمات الدولية في حمايتهم . وفي كل حرب تقع أو أزمة تحدث تكون النسبة الأعل  من المتضررين من الأطفال. 

لاجل هذا ومن  أجل حماية الأطفال من تداعيات الحروب والنزاعات، أقرت الأمم المتحدة “اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء” الذي يصادف في الرابع من حزيران/يونيو والذي تأسس في 19 آب/أغسطس 1982

جاء هذا القرار بعد الإجتياح الإسرائيلي على لبنان، وما تعرّض له العدد الكبير والمُذهل من الأطفال اللبنانيين والفلسطنيين الأبرياء من إعتداءات فظيعة ومرعبة من قِبل الإحتلال الاسرائيلي. وتوسع هدف الأمم المتحدة  إلى “الإعتراف بالألم الذي عانى منه الأطفال في جميع أنحاء العالم من ضحايا الاعتداء الجسدي والعقلي والعاطفي , ليؤكد هذا اليوم التزام الأمم المتحدة بحماية حقوق الطفل”. ولكن ورغم إقرار الأمم المتحدة لهذا اليوم، لم تنجح لتاريخ اليوم المنظمات والمؤسسات الدولية والحقوقية من حماية الأطفال من الإعتداءات والانتهاكات  التي أرتكبت ومازالت تُرتكب بحق الطفولة.

ففي تقرير لمنظمة اليونيسف الذي صدر في 21 كانون الأول/ديسمبر 2018 تحت عنوان : ” لقد فشل العالم في حماية الأطفال في النزاعات في عام 2018“،  وُثقت  انتهاكات مروّعة بحق الأطفال، خاصة في البلدان التي تعاني من الحروب والنزاعات، حيث فشلت هذه المنظمات من تأمين الحماية لأطفال الحروب.

وقالت اليونيسف أن مستقبل ملايين الأطفال الذين يعيشون في البلدان المتضررة من النزاعات المسلحة مُعرّض للخطر، مع استمرار الأطراف المتحاربة في ارتكاب انتهاكات جسيمة ضد الأطفال، وفي الوقت الذي فشل زعماء العالم في محاسبة الجناة.

 تقرير للأمم المتحدة يرصد ويوثق 6 انتهاكات جسيمة بحق الأطفال في الحروب والنزاعات،  وهي :

1.قتل الأطفال وتشويهم، وهو انتهاك نتيجة الاستهداف المباشر للأطفال عبر استخدام الأسلحة المتفجرة ولا سيما في المناطق المأهولة بالسكان، مما يترك تأثيراً مدمراً على الأطفال. ففي عام 2020 كانت نسبة ضحايا الأطفال نتيجة هذه التفجيرات 47%، وبين عامي 2005 و2020، تم التحقق من مقتل أكثر من 104.100 طفل أو تشويهم، وتم التحقق من أكثر من ثلثي هذا العدد بدءاً من عام 2014.

2.تجنيد الأطفال أو استغلالهم،  وهو انتهاك يشير إلى التجنيد الإجباري  أو القسري واستغلالهم من جانب أطراف النزاع والذي بلغ معدلات مثيرة للقلق . ويمكن أن يكون استغلال القوات المسلحة أو الجماعات المسلحة للفتيان والفتيات بأي صفة، فقد يصبحون مقاتلين، وطهاة، وحمّالين، ورُسلاً، وجواسيس، أو قد يكون هذا الاستغلال استغلالاً جنسيّاً. بين عامي 2005 و2020، تم التحقق من تجنيد أكثر من 93 ألف طفل، واستخدامهم من جانب أطراف النزاع، ويُعتقد أن العدد الفعلي أعلى بكثير وفق ما أعلتنه فرق العمل التابعة للأمم المتحدة من خلال عمليلت الرصد والإبلاغ.

3الهجمات على المدارس أو المستشفيات ، هو انتهاك يشمل استهداف المدارس أو المستشفيات أو المنشآت الطبية، وهو ما يتسبب في تدمير هذه المنشآت تدميراً كلياً أو جزئياً. وبين عامي 2005 و2020، تحققت الأمم المتحدة من وقوع أكثر من 13,900 حادث هجوم، وهذا يشمل الهجمات المباشرة أو الهجمات التي لم يكن الفرق فيها بين الأهداف المدنية والعسكرية بيِّناً، والهجمات على المرافق التعليمية والطبية والأشخاص المحميين، بمن فيهم التلاميذ والأطفال المحتجزون في المستشفيات، وموظفو الصحة والمدارس. ولا تعرِّض هذه الهجمات حياة الأطفال للخطر فحَسْب، بل تُعطِّل، أيضاً، عملية تعلمهم، وتحد من فرص حصولهم على المساعدة الطبية، ومن شأن هذا أن يؤثر في تعليمهم وفرصهم الاقتصادية وصحتهم بوجه عام طوال حياتهم.  

4.الاغتصاب أو أي شكل من أشكال العنف الجنسي الجسيم، مثل ( أعمال الاغتصاب، الاسترقاق الجنسي و/أو الإتجار بالبشر أو الدعارة القسرية، أو الزواج والحمل القسري، أو التعقيم القسري، وأحيانا يُستخدم الاستغلال الجسمي لإذلال السكان أو إجبارهم على ترك منازلهم). وما بين عامي 2005 و2020، أرتكبت أطراف النزاع كل ما ذُكر أعلاه من جرائم اعتداء جنسي بحق 14,200 طفل مما بُلِّغ عنهم، وشكلت الفتيات نسبة 97% من حالات الاعتداء الجنسي بين عامي 2016 و2020.

5.اختطاف الاطفال : وهو انتهاك يتم عبر اختطاف وحجز الأطفال بشكل قسري بهدف إما تجنيدهم قسراً، و/أو قتلهم وبيع أعضائهم و/أو تشويهم و/أو احتجازهم كرهائن…..

6.منع وصول المساعدات الإنسانية للأطفال، وهو انتهاك يشمل حرمانهم المُتعمد من المساعدات الإنسانية الضرورية أو عرقلتها من جانب أطراف النزاع. وتحققت الأمم المتحدة من مما لا يقل عن 14,900 حادثة حرمان للأطفال من تلقي المساعدات بين عامي 2016 و2020.

وحسب تقرير منظمة اليونيسف، فإن اكثر البلدان التي يعاني فيها الأطفال من الانتهاكات جراء الحروب والنزعات هي: أفغانستان، الكاميرون، جمهورية أفريقيا الوسطى، العراق، حوض بحيرة تشاد، مالي، بوركينا، فاسو، ميانمارا، شمال شرق نيجيريا، فلسطين، جنوب السودان ، الصومال، سوريا، شرق أوكرانيا واليمن.

من جانب آخر  كشف تقرير لمظمة “أنقذوا الأطفال” أرقام مرعبة على ما يتعرض له الأطفال من انتهاكات في العالم ، والأخطر في المنطقة العربية. الأرقام تتحدث عن أكثر من 1.2 مليار طفل، أي ما يفوق نصف أطفال العالم، يتعرضون للخطر، خاصة منهم الفتيات. أشكال الخطر متعددة، ابتداء من غياب الخدمات الصحية وسوء التغذية، مروراً بعدم الالتحاق بالدراسة ، وانتهاءً بالعنف الشديد وعمالة الأطفال والزواج المبكر.

أرقام تكشف الخطر  على الأطفال عبر العالم

كشف تقرير لمنظمة “أنقذوا الأطفال” الصادر  في 30 آيار/مايو 2018، تحت عنوان “الأوجه العديدة للإقصاء“، إلى ثلاثة أخطار أساسية تهدّد الأطفال عبر العالم: أولها أن أكثر من مليار طفل يعيشون في بلدان جد فقيرة، ممّا يرفع احتمال وفاتهم قبل سن الخامسة، ويجعل ظروفهم غاية في السواد، الخطر الثاني أن 240 مليون طفل يعيشون في بلدان تشهد نزاعات وهشاشة كبيرة، أما الثالث فيتلخص في وجود 575 مليون طفلة ضمن قائمة دول تعرف انتهاكات كبيرة في حقوق المرأة.

والخطر الأكبر حسب التقرير، أن 153 مليون طفل عبر العالم يعيشون في دول تعرف الأخطار الثلاث المذكورة، ممّا يرفع درجة وفاة الأطفال بعشرين مرة عن المستوى العادي. ويبرز التقرير أن 15 ألف طفل يموتون يومياً قبل الوصول إلى عيد ميلادهم الخامس، نسبة 46 بالمئة منهم لم تزد أعمارهم عن الشهر الأول. كما أن 100 مليون طفلة عبر العالم لا تحميهن قوانين بلدانهن من الزواج وبينهن 7.5 مليون يتم تزويجهن بشكل غير قانوني كل سنة.

الإنتهاكات بحق الأطفال في المنطقة العربية

لا يبدو الوضع وردياً في المنطقة العربية حسب تقرير منظمة “أنقذوا الأطفال”. ففي قائمة 175 دولة في مؤشر “نهاية الطفولة” الذي يرّتب البلدان حسب حماية الأطفال، توجد جلّ الدول العربية في مراكز متراجعة، إذ لم تحل ضمن الصنف الأول، الذي يضم 39 دولة كلها تحمل مؤشرات ضعيفة على خطر الأطفال، سوى دولة عربية وحيدة هي الكويت التي جاءت في المركز 38.

في المقابل، وضمن المنطقة شديدة الخطر على المؤشر ذاته، أي الصنف الرابع، توجد دولة عربية هي موريتانيا، التي حلت بالمركز 162. أربع دول عربية أخرى جاءت في الصنف الثالث من الخطورة، هي العراق السودان وسوريا واليمن نتيجة الحروب والنزاعات التي تعاني منه هذه البلدان. وقد أوردنا في مقال سابق مؤشرات الخطر على الأطفال والنسب في معظم الدول العربية حسب اوردتها تقارير أممية سابقاً.

إذا، النزاعات المسلحة  سببت في أكثر من بلد عربي بإنقطاع الأطفال عن الدراسة، خاصة بعد تعرّض مدارسهم للقصف ووقوع قتلى وجرحى بينهم في أكثر من مرة، بل واحتلال هذه المدارس من لدن مسلّحين وفق ما يبرزه التقرير الذي أشار إلى أن الكثير من الأسر قررت عدم السماح لأبنائها بالدراسة في ظل هذه الظروف خوفاً من اعتداءات منها ما هو جنسي.

*انتهاكات الأطفال في سوريا

إضافة إلى التدمير الذي لحق في المدارس والتراجع الحاد في عدد المدرسين في سوريا، أكد استطلاع رأي تضمنه التقرير  أن 80 % من المستجوبين مقتنعون أن عمالة الأطفال في سوريا تزيد من نسب الانقطاع عن الدراسة. وتبين المعطيات الواردة أن نصف الدول العربية استطاعت تحسين وضعها في حماية الأطفال، أما البقية، خاصة في سوريا واليمن، فالوضع أضحى قاتما بشكل كبير.

وليس العمل وحده من يهدّد أطفال سوريا،  بل تجنيدهم من قِبل الجماعات المسلحة المتنازعة أو استغلالهم في أعمال تتجاوز كل المعايير الإخلاقية والإنسانية، ناهيك عن حالات التزويج القسري دون السن القانوني، فنسب تزويج الطفلات مرتفعة بين صفوف اللاجئين السوريين عمّا كان عليه الحال قبل الحرب، بل ترتفع النسبة كل عام، بالأخص في مخيمات النازحين ، حيث وصلت مثلاً نسبة زواج الفتيات القاصرات في مخيمات لبنان إلى 40 بالمئة. 

*أطفال العراق أبرز ضحايا الاحتلالات والميليشيات

أطفال العراق دفعوا الثمن الأكبر والأفظع جراء تداعيات الاحتالالين ( الأميركي-الإيراني )، حيث كشفت “الأمم المتحدة” مؤخرا، عن انتهاكات جسيمة يتعرض لها أطفال العراق، حيث اعتبر تقرير قدمه الأمين العام للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن، بأن تنظيم “داعش والحشد الشعبي، والجيش العراقي، وقوات الشرطة، والبيشمركه، وقوات الدفاع الوطني الكردستاني، والقوات الإيزيدية، والتحالف الدولي” كلها قامت بانتهاكات ضد الأطفال في العراق.

وأشار التقرير إلى إن “أكثر من 2114 طفلا تعرضوا إلى انتهاكات جسيمة ومؤكدة في العراق، من بينهم أطفال تعرضوا إلى القتل، والتشويه، والاغتصاب” مؤكداً إن “هذه الأرقام هي جزئية وتمثل الأرقام التي تم الإبلاغ عنها والتأكد منها فقط، مشيرا إلى أن الأعداد الحقيقية قد تكون أكبر بكثير، خاصة وإن ظروفا مثل الوفاة، أو الوصمة الاجتماعية، قد تعيق الإبلاغ عن حالات الانتهاك”. وفي جانب آخر من المآساة والأبشع هو الإتجار في البشر ، حسبما أفادت تقارير بأن أطفال العراق أصبحوا ضحايا لعمليات الإتجار في البشر ، ووفق ما أعلنه المرصد العراقي لضحايا الإتجار بالبشر في عام 2019 عن كشف 15 شبكة للإتجار للبشر في بغداد والمحافظات تقوم باستغلال الأطفال والنساء، وتعمل هذه الشبكات على استغلال الأطفال في التسول والدعارة وتجارة الأعضاء البشرية. كما يشير تقرير لمنظمة اليونيسف عام 2016 ، إن الفتيات يشكلن الغالبية العظمى من مجموع 3.5 مليون طفل خارج الدراسة في العراق ، وأن نحو مليون فتاة تزوجن قبل بلوغهن سن 15. وهذا الحال المأساوي الذي يعشيه أطفال العراق بان بعد احتلال العراق عام 2003 ،ومن ثم تسليمه للميليشيات المسلحة التابعة لإيران التي عاثت فساداً وخراباً  وفتكا”في المجتمع العراقي.

*في اليمن االذي كان يُدعى يوماً باليمن السعيد، لم يعد سعيداً، ووضع الأطفال ليس بأفضل حال مما ذٌكر أعلاه ، فحسب تقرير الأمم المتحدة الصادر في 27 أيلول/سبتمبر 2021، فقد قتل الصراع في اليمن أو شوّه 2600 طفل  نتيجة اشتداد الأعمال العدائية ما بين عامي 2019 و2020 . ونشر التقرير وقوع هؤلاء الأطفال ضحايا لإستخدام العشوائي للقذائق والمدفعية  والألغام. في المجموع، عانى أكثر من 2500 طفل يمني من انتهاكات جسيمة مثل منع وصول المساعدات الإنسانية، القتل والتشوه، وتجنيد الأطفال واستخدامهم في الحرب، إضافة إلى ظاهرة تزويج الأطفال التي انتشرت حيث النزاع المسلح على أشده، وحيث أن القانون لا يضع أيّ سن أدنى للزواج، إذ جرى تزويج أكثر من ثلثي الطفلات في هذا البلد، وهم رقم مرتفع على ما كان عليه قبل الحرب.

*أما في فلسطين المحتلة ، فحدث ولا حرج لما يتعرض له أطفالها من انتهاكات على أيدي الإحتلال الإسرائيلي. فحسب تقرير “نادي الأسير الفلسطيني” الصادر في 4 نيسان/أبريل 2022، اعتقلت سلطات الاحتلال أكثر من 9000 طفل وطفلة منذ عام 2015 حتى آذار/مارس 2022. ويشير التقرير إلى أن غالبية الأطفال تعرضوا لأبشع الانتهاكات من خلال التعذيب النفسي والجسدي عبر أدوات وأساليب منافية للقوانين والأعراف الدولية والاتفاقيات الخاصة بحقوق الطفل.

*أطفال ليبيا ليسوا بأفضل حال مما يتعرض له أطفال العراق واليمن وسوريا وفلسطين من تداعيات الحروب. فأطفال ليبيا مازالوا يتعرضون للمعاناة الشديدة جراء الحرب التي طال أمدها في ليبيا ، حسبما أعلنت عنه المديرة التنفيذية لليونيسف ( هنريت فور). وقد رصدت منظمة التضامن لحقوق الإنسان في تقاريرها السنوية أن قراية 220 طفل ضحايا النزاع المسلح في البلاد. 

*الأحواز العربية المحتلة، القضية  شبه المنسية منذ احتلالها من قِبل إيران عام 1925، يعاني أطفالها الأمرّين من قِبل سلطات الاحتلال الإيراني من ظلم واضطهاد وحرمان من الحقوق الأساسية، أقلها منعهم من تعلم اللغة العربية، وهي اللغة الأم. كما يستحيل على معظم أطفال الأحواز الذين يعيشون في هذه المناطق المحرومة الحصول على ظروف عيش شبه طبيعية على الأقل، كما يجدون أنفسهم مجبرين على ترك الدراسة قبل بلوغ مرحلة التعليم الثانوي مجيرين على العمل  على سبيل المثال لا الحصر، البحث في النفايات الصناعية عن مواد بلاستيكية وزجاجية لبيعها لمصانع إعادة التدوير. ويقوم أطفال آخرون ببيع المياه عبر نقلها لمسافات طويلة بحثا عن مشترين. وحتى إن بعض الأطفال يصبحون باعة متجولين يبيعون الأزهار بجوار إشارات السير المزدحمة في أغلب الأحيان أو في المقابر المحلية، أو يعرضون غسل زجاج السيارة الأمامي. ناهيك عن عمليات القتل الممنهج والاعتقال والتعذيب الفظيع في السجون الإيرانية.

-أما في البلدان التي تعاني أزمات مالية واقتصادية وسياسية، فنصيب الأطفال من  الإنتهاكات هو االأكبر، لبنان على سبيل المثال، الذي يعاني أطفاله من فقر مُدقع نتيجة الأنهيار الاقتصادي والمالي الذي تسببت فيه السلطة السياسية الفاسدة. فحسب تقرير لمنظمة اليونيسف ، “أن 30% من أطفال لبنان ينامون ببطون فارغة“، حيث لخصت ممثلة اليونيسف في لبنان، يوكي موكو الوضع بالقول:  “في ظل عدم وجود تحسن في الأفق، فإن المزيد والمزيد من الأطفال يخلدون  إلى النوم وبطونهم خاوية،  وتتأثر صحة الأطفال ومستوى تعليمهم وكل مستقبلهم، فالأسعار تحلّق في شكل هائل ونسبة البطالة تستمر في الارتفاع، ويزداد عدد الأسر في لبنان التي تضطر إلى اتخاذ تدابير التأقلم السلبية لتتمكن من الصمود، كإلغاء بعض وجبات الطعام توفيراً لثمنها أو إرسال أطفالهم للعمل، أو اللجوء إلى تزويج بناتهم القاصرات، أو بيع ممتلكاتهم”.

في الختام وككل عام، يحي العالم في 4 حزيران/يونيو  ” اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء” بهدف الاعتراف بمعاناة الأطفال، ليؤكد هذا اليوم التزام الأمم المتحدة بحماية حقوق الأطفال والاسترشاد باتفاقية حقوق الطفل. ولكن السؤال الذي يطرح تفسه:  هل التزمت الأمم المتحدة ببنود هذه الإتفاقية؟ بالطبع لا! لأن ما ذُكر أعلاه ما هو إلا القليل القليل من الجرائم والانتهاكات المرعبة التي تُرتكب في حق الأطفال على مرأى ومسمع الأمم المتحدة دون اتخاذ أي إجراءات فعلية لحماية الأطفال.

فقط للتذكير، تنص المادة (38) من اتفاقية حقوق الطفل على  “احترام قواعد القانون الإنساني فيما يخص الأطفال الموجودين قي مناطق الحرب، حيث يجب اتخاذ جمع التدابير التي تضمن عمد مشاركة أطفال لم يتعدّوا سن الـ 15 سنة في الحرب، أو إلحاقهم في الخدمة العسكرية”. 

كما تنص المادة (39) من نفس الاتفاقية على ” ضروروة اتخاذ الدول الموقعة على الاتفاقية التدابير المناسبة لتشجيع التأهيل الدني والنفسي، وإعادة الاندماج الاجتماعي للطفل الذي يقع ضحية أي شكل من أشكال الإهمال أو الإستغلال أو الإساءة أو التعذيب أو أي شكل آخر من أشكال المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللإنسانية أو المهينة، أو المنازعات المسلحة”.

أطفال اليوم هم رجال المستقبل،  وهم الثروة الحقيقية والعماد القوي لبناء الأوطان. فأي مستقبل ينتظر هذه الأجيال في ظل هذه الظروف المأساوية التي يعيشها أطفالنا مع هذه الأرقام الصادمة عن المعاناة والانتهاكات؟؟

.1https://www.unicef.org/arأطفال-تحت-القصف-ستة-انتهاكات-جسيمة-ضد-الأطفال-في-أوقات-الحرب/قصص

2. https://www.alquds.co.uk/أطفال-العراق -أبرز-ضحايا الحروب-والإرهاب

3. https://www.dw.com/ar/الأطفال-أكبر-الخاسرين-من الحروب-في المنطقة-العربية

4. https://www.alaraby.co.uk/society/ الاحتلال-يعتقل-أكثر-من-9-آلاف-طفل-فلسطيني-منذ-2015

5. https://www.hafryat.com/ar/أطفال -الأحواز-مرغمون – على العمل

6. https://hrsly.com/اليوم-الدولي-لضحايا-العدوان-من الأطفال/

Show More

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button