الأردنالأمم المضطهدةالإمارات العربية المتحدةالبحرينالجزائرالسعوديةالسودانالطفلالعالمالعراقالكويتالمغرباليمنبیانتقاريرتونسحقوق الإنسان

كورونا وتداعياته على “التعليم عن بعد”

كورونا  وتداعياته على “التعليم عن بعد” 

نعمت بيان / مستشارة المراة والطفل في المنظمة العربية لحقوق الإنسان في الدول الإسكندنافية

28/2/2021

التداعيات التي طالت قطاع التعليم جراء جائحة كورونا  لا تقل أهمية عن تداعياتها على القطاعات  الأخرى ( إقتصادية، اجتماعية ، سياسية، صحية ونفسية).  فقد سببت هذه الجائحة أكبر تغيير في النظام التعليمي في التاريخ، حيث تضرر منه نحو 1،6 بليون من طلاب العلم في أكثر من 190 بلدا” وفي جميع القارات. وأثرت عمليات إغلاق المدارس وغيرها من أماكن التعلُّم على 94% من الطلاب في العالم، وهي نسبة ترتفع لتصل إلى 99% في البلدان المنخفضة ذات الدخل المنخفض والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا حسبما أشارت تقارير للأمم المتحدة. 

وقد ترك إغلاق المؤسسات التربوية والتعليمية على كافة المستويات كبير الأثر على النظام التعليمي، مما شكّل تحديا” غير مسبوق على هذا الصعيد، حيث تسبب في تفاقم الهوّة في عدم المساواة في التعليم واثر بطريقة متفاوتة في الأطفال والشباب والفئات الضعيفة . هذا الوضع استوجب إستنهاض  همّة الدول والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني لإيجاد أسرع الحلول الممكنة لتجنب الأثر السلبي لجائحة كورونا على  قطاع التعليم، وتحديدا”  الفئات المهمّشة في المناطق الفقيرة  التي لا تتوفر فيها الموارد لتأمين الوسائل التربوية الحديثة ، كشبكات الأنترنت والتجهيزات المطلوبة كالحاسوب ومثيلاته، إضافة الى تدريب الكادر التعليمي على التدريس عن بعد (اولاين).

ولأن لا أحد يمكنه التنبؤ بإنتهاء أزمة جائحة كورونا، وحرصا” على حق الطلاب باستمراية التحصيل الدراسي ، كان لا بد من إيجاد طرق جديدة تضمن استمرارية العملية التعليمية، وأهم هذه الطرق هي “التعليم عن بعد” او ما يُسمى التعليم “أونلاين”. هذه الإستراتيجية اعتمدتها معظم دول العالم. الفارق انها نجحت الى حد ما في بعض الدول التي تتمتع بمقدرات عالية وخبرات تقنية حديثة تماشي متطلبات العصر وتحاكي جميع الظروف -وكورونا هي الحدث الأكبر -، بينما واجهت دول أخرى صعوبات  وتعقيدات باستخدام هذه التقنية، لضعف إمكانياتها لتأمين البنى التحتية والوسائل المعتمدة لهذه الطريقة التعليمية ، على سبيل المثال لا الحصر، انعدام توفر شبكات الأنترنت.

لقد رافق هذه الإستراتيجية الجديدة  الكثير من السلبيات والقت بثقلها على المؤسسات التعليمية والأهل والطلاب على حد سواء.

بعض سلبيات التعلم عبر المنصة الإلكترونية :

– صعوبة التكيف والتأقلم  بهذا الجديد الذي فرضه كوفيد-19 من خلال الحجر المنزلي وما رافقه من ضغط نفسي وصحي ربطا” بالوضع التعليمي.

– لم يعتد الطالب على استخدام هذه الطريقة للتعلم من قبل التي تتطلب منه إنضباطا” ذاتيا”. حيث الطالب بحاجة الى بيئة هادئة تساعده على التركيز، وهذا غالبا” لم يتوفر في المنزل نتيجة تواجد كل أفراد العائلة بسبب الحجر المنزلي.

– عدم تمكن الأهل من من هذه الإستراتيجية وتقنياتها المعقدة، بحيث يحول هذا من مساعدة الأهل لأبنائهم.

– خصوصية الفئة العمرية التي تحتاج لأساليب تعليمية مختلفة ومتابعة مباشرة من قبل المعلم.

– عدم تهيئة الكادر التعليمي لهذه الإستراتيجية التي أستوجب استخدامها على وجه السرعة حتى لا يضيع على الطالب الفصل الدراسي، وهذا تتطلب دورات تدريبية على برامج التعليم “اونلاين”.

– تراجع رغبة الكثير من الطلاب للدراسة وانخفاض مستوى الإبداع والإبتكار، وضياع بعض الوقت من الحصة الدراسية، حيث لا مقدرة للمعلم على ضبطها.

– التعليم “اونلاين” الغى التفاعل المباشر الفعال بين المعلم والطالب التي أحيانا كثيرة يجد صعوبة في الفهم والتركيز والإستيعاب.

– الصعوبة والتحدي الأكبر هي مع الطلاب ذو المقدرات الضعيفة  وذوو الحاجات الخاصة الذين هم بحاجة لطرق تعليمية خاصة بظروفهم والتي من الصعوبة توافرها عبر المنّصة الإلكترونية.

– صعوبة التكيف وفهم بعض التطبيقات المعقدة المُستخدمة من قبل المدرسة.

– مجهود مُضاعف للمعلم لإيصال المعلومة للطالب بطريقة سهلة وواضحة وخاصة الفئات العمرية الصغيرة.

– إنقطاع الكهرباء وضعف شبكة الأنترنت (كما هي الحال في لبنان).

وهناك بعض الإيجابيات “للتعلم عن بعد”: 

-وفر “التعليم عن بعد” الوقاية من فيروس كورونا، وإطمئنان الأهل على أبنائهم من خلال تواجدهم في المنزل ، إعتماد الطالب على المجهود الذاتي، حماية حق الطلاب في التعليم وعدم توقف العملية التعليمية بالرغم من ظروف الجائحة القاسية.

*وقد واكبت المنظمات الدولية هذا الوضع وباشرت التحرك لإيجاد حلول لمعضلة ازمة كورونا  للحد من مضاعفاته على القطاع التعليمي. ولهذا  أطلقت منظمة اليونسكو ما يُسمى بالتحالف العالمي للتعليم، وهو عبارة عن منصّة للتعاون والتبادل لحماية حق التعليم في اثناء هذا الإضطراب الغير مسبوق للتعليم وما بعد انتهائه. ويضم التحالف أكثر من 140 دولة من أسرة الأمم المتحدة والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص من أجل ضمان استمرار التعليم. ويجتمع أعضاء التحالف حول ثلاثة محاور أساسية ، وهي إمكانية الإتصال الإلكتروني والمعلمين وقضايا الجنسين، إلى جانب دعمهم لقضايا معينة مثل تعافي قطاع التعليم بعد الإنفجار المدمر الذي وقع في بيروت في 4 آب/اغسطس 2020. مع تعهد جميع أعضاء التحالف بحماية المعلومات الشخصية للدارسين وخصوصيتهم وأمنهم. 

وقد اعتبرت منظمة اليونسكو ان من واجبها وعلى عاتقها تقع مسؤولية خاصة تتمثل في تأمين الإستمرارية والإدماج والإنصاف في ظل الإغلاق الشامل للمدارس. لهذا  قدمت مقترحات حلول للمساعدة في تجاوز هذه الأزمة.

1.التزويد بالحلول المجانية والآمنة والتكنولوجية من خلال تأمين الأدوات الإذاعية والتفلزيونية والرقمية للمدارس والطلاب والمعلمين والأهل.

2.التوفيق بين الإحتياجات الوطنية والحلول العالمية، عن طريق الجمع بين الشركاء العالميين والمحليين لإيجاد حلول فورية وفعالة.

3.التنسيق والعمل على إحداث أكبر أثر ممكن وتجنب التداخل، بغية الوصول إلى الفئات الأشد حرمانا” وتلك المُعرّضة للإستبعاد.

4.الدعوة والتعبئة لحشد أكبر عدد ممكن من الأطراف الفاعلة والموارد للخروج بحلول فعالة وموحدة.

لأن التعليم هو حق من حقوق الإنسان الأساسية ومنصوص عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وفي كل الصكوك الدولية المعنية بحقوق الإنسان. لذا المطلوب تعاون كل المؤسسات، دولية ومحلية وحكومات لتأمين وتطبيق سياسات واستراتيجيات تعليمية ورصدها بفعالية أكبر لتجاوز هذه الأزمة التي اربكت العالم أجمع.

https://ar.unesco.org/covid19/educationresponse

https://www.un.org/sites/un2.un.org/files/policy_brief_-_education_during_covid-19

Show More

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button