الأمم المضطهدةالعالمبیانحقوق الإنسان

كارثة بيئية، صحية وإقتصادية ترتكبها سلطات الإحتلال الإيراني بحق الأحواز العربية المحتلة

إيران تسطو على مياه الإقليم

منذ أكثر من تسعة عقود والإحتلال الإيراني يرتكب أبشع أنواع الإنتهاكات بحق إقليم الأحواز العربي وسكانه الأصليين. فسلطات الإحتلال لم تكتف بالتهجير والتفريس والتغيير الديموغرافي للإقليم بهدف محو عروبته، بل تعمل على سرقة موارده الطبيعية لأنها حسب خبراء إقتصاديين تشكل  حوالي نصف الناتج القومي لإيران و80% من قيمة صادرتها. فقد قامت سلطات الإحتلال ببناء السدود على الأنهر الأحوازية كنهر كارون ( أكبر وأهم الأنهار الأحوازية ، حيث يبلغ طوله نحو 950 كلم، يبدأ من جبال زاجروس وينتهي بشط العرب)، والكرخة والدز وتجفيف الأنهر والأهوار الذي تسببت في تلف وتدمير مئات الآلاف من الهكتارات من الأراضي الزراعية. مما أدّى إلى احتجاجات واسعة النطاق  يشهدها الإقليم  منذ عدة أسابيع من قِبل الفلاحين والمزارعين  رفضاُ واعتراضاً على هذا الإجراء التعسفي القاضي بسرقة  مياه الإقليم الذي يُعد الأغنى عالميا بمصادر المياه، الأمر الذي يهدد الأراضي الزراعية بالبوار. كما أصدرت سلطات الإحتلال قراراً يمنع بموجبه الأحوازيين من زراعة بعض المحاصيل الزراعية، كالأرز أو غيره من المحاصيل التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه للريّ.  إضافة إلى أن هناك 700 قرية في الإقليم تفتقر إلى مياه الشرب . 

ووفق ما قاله عضو الجبهة الشعبية الديمقراطية الأحوازية كريم احمدي نسب، في مقال نشرته صحيفة المشهد، عن عملية سرقة مياه الأحواز إلى العمق الفارسي وحرمان الأحوازيين من هذه الثروة التي يعتمدون عليها في الزراعة،حيث قال:  ” إن الاحتلال الايراني عمد الى تجفيف الأنهار” الاحوازية من خلال مشاريع نقل المياه إلى العمق الفارسي ما وراء الجبال في هضبة فارس ونقلت المياه الأحوازية عبر بناء السدود والمشاريع ومنها “كوهرنك 1،كوهرنك 2، وتم اطلاق مشروع نقل مياه جديد باسم كوهرنك 3 والذي ينقل 250 مليون متر مكعب من المياه الاحوازية الى نهر زاينده رود”و هذا النهر الذي يقع في محافظة اصفهان الايرانية وتم تقسيم المياه الأحوازية إلى 14 مشروعا من أهم هذه المشاريع كوهرنك1 -كوهرنك 2-كوهرنك 3- كمال صالح-جشم لنكان- ماربر- خزرنكستان- رفسنجان- بهشت آباد- كوكان- تنكة سرخ . تقع كل هذه السدود على  روافد نهر كارون، وتحريف المياه الأحوازية الى محافظات إيران”.  

وأضاف  أن “سرقة مياه الأحواز “من قبل المحتل الفارسي على الخصوص نهر كارون أدت إلى تدمير مئات آلاف من الهكتارات ضمن جريمة اضطهاد اقتصادي ممنهجة نفذها النظام الايراني ضد الأحواز ارضا وشعبا، فقد شيد المحتل الفارسي سدودا كثيرة على روافد نهر كارون و عددا من الأنهار الأخرى مثل الكرخة والدز وغيرها لتنقل المياه الأحوازية إلى المناطق الفارسية والتي يسكنها المجتمع الفارسي مثل،أصفهان، قم وكرمان … وأصبحت غالبية الأنهار الأحوازية في عدد الأنهار الميتة لا سيما كارون لم يبقي فية من المياه سوى 20% فقط وتصب فيه مليار متر مكعب من المياة الملوثة سنويا و حوالي خمسين مليون متر مكعب من نفايات مصانع الصلب والحديد والبتروكيمياویات ومشروع قصب السكر الاستیطانی الفارسي في الأحواز المحتلة. وفي حين يعد نهر كارون المصدر الوحيد لتامين مياه الشرب للعديد من المدن الأحوازية منها الأحواز العاصمة، المحمرة، عبادان ودور خوين وعدد كبير من البلدات والقرى الاحوازية. وقد أدت هذه الجريمة والسرقة إلى تدمير مئات آلاف من الهكتارات من اجود الاراضي الزراعية وقطع المياه عنها، ايضا تسببت بتصاعد الأتربة و إيجاد عواصف ترابية التي لها دور كبير في تفشي الأمراض السارية والمعدية في مدن الأحواز المحتلة بحيث يبلغ مستوى التلوث خلال هذه العواصف الترابية الي 66 ضعفا أعلى من المستوى المسموح بة صحيا”. 

يُذكر أن منظمة الصحة العالمية  WHO ، اعتبرت العام الماضي، مدينة الأهواز – عاصمة الإقليم – الأكثر تلوثًا في العالم، وذكرت أن الجسيمات العالقة في هذه المدينة وفقًا للمقياس “PM10” تبلغ 372 ميكروغرامًا في المتر مكعب، وهذا يفوق النسبة في ثاني أكثر دول العالم تلوثا، وهي عاصمة منغوليا، “أولان باتور” بأكثر من الثلث.

 وحسب  ما أورده” المركز الأحوازي لحقوق الإنسان”، أن “سياسة التغيير الديمغرافي لإقليم الأحواز وتهجير السكان العرب مازالت مستمرة وإن التلويث المتعمد للبيئة وجعل الاقليم غير قابل للعيش بسبب الامراض التنفسية والأوبئة الخطيرة الناتجة عن منتجات حقول النفط ومصانع بتروكيماويات، تعد ضمن السياسيات التعسفية والطرق والأساليب الخطيرة التي تنتجها السلطات الإيرانية ضد الشعب العربي الأهوازي”.

وأشارت إلى أن الأزمات البيئية في المناطق العربية لا تنتهي بتلوث الهواء، وإنما مشروع نقل مياة النهر إلى لمحافظات الإيرانية مازال مستمرا، كما ان نسبة الغازات المسببة للاحتباس الحراري والجفاف ونسب الملوحة وانعدام مياه الشرب والتصحر وبناء السدود تعد من المشاكل الأساسية لحصول الكوارث البيئية في هذه المنطقة.

ولم تسلم الأهوار و الأخوار من عملية التجفيف أثر سرقة مياه الأنهر، فقد دُمرت وقُتلت الثروة الحيوانية في الأهوار مثل الأسماك والطيور البرية، ومصدر غالبية العواصف الترابية بسبب تجفيف الاهوار ومنها هور الفلاحية و هور الحويزة وكما تسببت في مشاكل صحية ونفسية التي يتعرض لها الشعب الأحوازي من كثرة العواصف الترابية و ازدياد التلوث البيئي. وقد وضعت منظمة الصحة العالمية مدينة الأحواز في صدارة قائمة المدن الأكثر تلوثا في العالم أجمع منذ عام 2011 إلى 2014 وهذا ما ادي الي زيادة معدل الوفيات إلى 30% خلال السنوات الاخيرة. 

أما غابات النخيل التي تشكل امتداداً لغابات نخيل سهل وادي الرافدين وهي التي في المكانة الأولي” عالميا فهي الأخرى لم يبق منها الا الجذوع اليابسة بسبب قلة المياه.

إن سلطات الإحتلال الفارسي لم تتوقف يوماً عن سرقة المياه والنفط والغاز الأحوازي لتستثمرها في المدن الفارسية وتجلب العمال من أقصى المدن الايرانية الى الاحواز، واسكانهم في مستوطنات و حرمان الشعب الأحوازي من العمل، بهدف قتل الهوية العربية وإذلال الشعب العربي الأحوازي للقضاء على عزيمته التي باتت تهدد وجود إيران غير الشرعي في الأحواز العربية.

في النهاية، مهما طال الزمن ومهما حاول الإحتلال الإيراني من طمس والغاء هوية الأحواز، لن يستطع من تغيير أو محو التاريخ الذي يثبت هوية الإقليم، فالأحواز عربية وستبقى عربية،  ولن تفلح سلطات الإحتلال في تفريس الشعب الأحوازي الأصيل بانتمائه العروبي،  كما لن تفلح باقتلاعه من أرضه، وما تشهده الساحات الأحوازية من انتفاضات واحتجاجات رفضاً لواقع الإحتلال وممارساته الإجرامية وتمسك الأحوازيين بأرضهم لهو خير دليل على ذلك، رغم غياب الإهتمام العربي والدولي عن المشهد الأحوازي.

نعمت بيان – مستشارة المرأة والطفل في المنظمة العربية لحقوق الإنسان في الدول الاسكندنافية

مصادر:

https://aawsat.com/home/article/1070731/%D8%AF-%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D9%86%D9%8A-%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF/%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A7%D9%87-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A6%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5%D8%AD%D8%B1-%D9%81%D9%8A

https://monahdhon.com/?p=119

https://www.elmashhad.online/Post/details/103703

Show More

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button