Site icon Arab Organization for Human Rights in Scandinavia

اليوم العالمي للتوحد

Autism – التوحد

حالة – مسببات – علاجات – حقوق

2/4 اليوم العالمي للتوحد

نعمت بيان – مستشارة المرأة والطفل في المنظمة العربية لحقوق الإنسان في الدول الإسكندنافية.

2/4/2021

رغم التطور الكبير التي وصلت اليه البشرية في مختلف المجالات، إلا ان الحالات والظروف التي تتعلق بالأمراض النفسية والذهنية لا زالت تواجه صعوبات وتعقيدات في فهم أسبابها وتشخيصها وسبل علاجها. والتوحد هو حالة من هذه الحالات التي لم تتوصل الدراسات والبحوث بعد الى فهم كليّ  لا للأسباب ولا للعلاج النهائي والخاص بهذه الحالة.

وقد أولت منظمات الأمم المتحدة هذا الموضوع أهمية كبرى . حيث أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2008 يوم 2 نيسان/أبريل باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد (القرار 62/139)،  لتسليط الضوء على الحاجة للمساعدة على تحسين نوعية حياة الذين يعانون من التوحد حتى يتمكنوا من العيش حياة كاملة وذات مغذى وجزء لا يتجزأ من المجتمع.

ما التوحد ؟

Autism / Autism Spectrum Disorder – ASD

 التوحد أو الذاتوية أو اضطراب الطيف التوحدي هو اضطراب في النموّ يؤدي إلى  صعوبات  في التفاعل والتواصل الإجتماعي وتحديات مع المهارات الإجتماعية والسلوك والتواصل غير اللفظي. 

وحسب تعريف الأمم المتحدة فإن التوحد هو حالة عصبية مدى الحياة وينجم عن اضطراب عصبي يؤثر على وظائف الدماغ، تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الوضع الإجتماعي والإقتصادي. 

كما يتميز التوحد بشكل رئيسي بتفاعلاته الإجتماعية الفريدة، والطرق غير العادية للتعلم، والإهتمام البالغ بمواضيع محددة، والميل إلى الأعمال الروتينية، ومواجهة صعوبات في مجال الإتصالات التقليدية، واتباع طرق خاصة لمعالجة المعلومات الحسيّة. 

ويُعتبر معدل التوحد مرتفعا” في جميع أنحاء العالم، ويترتب على عدم فهمه تأثير هائل على الأفراد والأسر ومجتمعاتهم المحلية.

وإن من شأن تقديم الدعم المناسب لهذا الإختلاف العصبي والتكيف معه وقبوله أن يتيح للمصابين بهذا المرض التمتع بتكافؤ الفرص والمشاركة الكاملة والفعالة في المجتمع.

ولا يزال ما يرتبط بهذه الإختلافات العصبية من وصمة التمييز يشكل عقبات كبيرة في التشخيص والعلاج، وهي مسألة يتعين على واضعي السياسات العامة معالجتها في البلدان النامية وكذلك في البلدان المانحة على حد سواء.

أسبابه :

لتاريخ اليوم لا يوجد أسباب واضحة ومعروفة لمرض التوحد أو اضطراب طيف التوحد أو مرض الذاتوية ، أو اضطراب التوحد الكلاسيكي،  نظرا” لتعقيدات المرض واختلاف أعراضه وشدتها من شخص لآخر، وتشير البيّنات العلمية المُتاحة بشكل حاسم إلى عدة عوامل على الأرجح تزيد احتمال إصابة طفل باضطراب طيف التوحد وتشمل العوامل الوراثية والبيئية:

1.السبب الجيني أو الوراثي، حيث يعتبر العديد من الباحثين أن بعض الجينات التي يرثها الطفل من والديه يمكن أن تجعله أكثر عرضة لخطر الإصابة بإضطراب طيف التوحد.

2. تشوه في الدماغ،  حيث أظهرت الدراسات نشاطا” غير طبيعي أو عيوبا” تركيبية في مناطق من الدماغ لدى بعض المصابين بالتوحد. 

3. العامل البيئي، حيث يحاول الباحثون اكتشاف إن كانت عوامل مثل الإلتهابات الفيروسية أو الأدوية أو المضاعفات أثناء الحمل أو ملوثات الهواء تلعب دورا” في تحفيز اضطراب طيف التوحد. 

تجدر الإشارة إلى أن سابقا” أوجدت بعض الدراسات صلة بين اضطراب طيف التوحد وبعض اللقاحات التي تُعطى في مرحلة الطفولة ( الحصبة، النكاف والحصبة الألمانية)،  لكن منظمة الصحة العالمية نفت  نفيا” قاطعا” هذه الصلة حيث  لم تثبت كل الأبحاث الحديثة أي صلة للقاحات بمرض التوحد، واعتبرت المنظمة ان الدراسات السابقة التي توحي بوجود تلك العلاقة تشوبها شوائب منهجية فادحة.

بعض عوارض التوحد:

-حساسية عالية للأصوات أو اللمس أو الروائح.

-عدم النظر أو الإستماع لأشخاص الآخرين.

-مشاكل في فهم أو لإستخدام الكلام أو الإيماءات أو تعبيرات الوجه.

-التحدث بنغمات موسيقية .

-تكرار بعض الأفعال بشكل كبير مثل تكرار عبارات أو جمل  والحركة جيئة وذهابا”.

-اللعب او التواجد بشكل منفرد.

-نوعية طعام خاصة .

-أحيانا يقبل مرض التوحد بحرارة وحب الإتصال الجسدي كالعناق ، وأحيانا يرفضها بشدة.

– الشعور بالملل والضجر، والبكاء أو الصراخ دون معرفة السبب.

التقييم والتدابير العلاجية :

. تشير التقديرات إلى معاناة طفل واحد كل 160 طفلا” من إضطراب طيف التوحد.

. تظهر اضطرابات طيف التوحد في مرحلة الطفولة غير أنها تميل إلى الإستمرار في فترة المراهقة وسن البلوغ.

. يمكن للتدخلات النفسية والإجتماعية المسندة بالبيّنات مثل أنشطة معالجة السلوك أن تحد من المصاعب المصادفة في التواصل والسلوك الإجتماعي وتؤثر تأثيرا” إيجابيا” في العافية ونوعية الحياة.

. من الضروري أن تكون التدخلات التي تستهدف المصابين باضطراب طيف التوحد مصحوبة بإجراءات أوسع نطاقا” ترمي إلى جعل البيئات أيسر منالا” وأكثر شمولا” ودعما” من الناحية المادية والإجتماعية والسلوكية.

. يتعرض المصابون باضطراب طيف التوحد في كثير من الأحيان للوصم والتمييز وانتهاك حقوق الإنسان على نطاق العالم، ولا تُتاح لهم فرص كافية للحصول على الخدمات والدعم على الصعيد العالمي.

لذا من المهم التدخل في مرحلة الطفولة المبكرة لتعزيز نمو المصابين باضطرابات طيف التوحد للعمل على عافيتهم على أمثل وجه. ومن المهم بعد التعرف على اضطراب طيف التوحد لدى الأطفال أن تُتاح لهم ولأسرهم المعلومات الوجيهة والخدمات والفرص لإحالتهم إلى المرافق المختصة، ويوفَر لهم الدعم العملي حسب احتياجاتهم الفردية. ولا يوجد علاج لإضطرابات طيف التوحد، إلا أن التدخلات النفسية والإجتماعية المسندة بالبيّنات مثل معالجة السلوك يمكن أن تحد من المصاعب المصادفة في التواصل والسلوك الإجتماعي وتؤثر تأثيرا” إيجابيا” في عافية الأشخاص ونوعية حياتهم.

وتتسم احتياجات المصابين باضطرابات طيف التوحد في مجال الرعاية الصحية بتعقيدها وتستلزم مجموعة من الخدمات المتكاملة تشمل تعزيز الصحة والرعاية وخدمات إعادة التأهيل والتعاون مع قطاعات أخرى مثل قطاعات التعليم والعمل والرعاية الإجتماعية.

حقوق مرضى التوحد 

 تعمل الأمم المتحدة على تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ورفاههم، من إختلاف في التعلم وتأخر في النمو. ففي  عام 2008 بدأ نفاذ إتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث تم التأكيد على مبدأ أساسي من مبادىء حقوق الإنسان العالمية للجميع، الغرض منه تعزيز جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع الأشخاص ذوي الإعاقة وحمايتها وضمان تمتعهم الكامل بها على قدم المساواة، وتعزيز احترام كرامتهم المتأصلة. وهي أداة راسخة لتعزيز مجتمع يرعى ويشمل ويكفل الأطفال والبالغين المصابين بالتوحد  من العيش حياة كاملة وذات مغذى.

ويساور منظمات الأمم المتحدة بالغ القلق إزاء انتشار مرض التوحد وإرتفاع معدلات الإصابة به لدى الإطفال في جميع مناطق العالم وما يترتب على ذلك من تحديات إنمائية على المدى الطويل لبرامج الرعاية الصحية والتعليم والتدريب والتدخل التي تقوم بها الحكومات والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص ومن أثر هائل على الأطفال وأسرهم وعلى المجتمعات المحلية ، وإذ تشير إلى أهمية التشخيص المبكر والقيام بالبحوث والتدخلات المناسبة لنمو الفرد وإنمائه.

واذ تدعو الجمعية العامة للأمم المتحدة جميع الدول ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة ذات الصلة، والمنظمات الدولية الأخرى والمجتمع المدني، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص إلى الإحتفال باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد بالأسلوب اللائق، من أجل إذكاء الوعي العام بمرض التوحد. كما تشجع الدول الأعضاء على اتخاذ تدابير تهدف إلى إذكاء الوعي لدى فئات المجتمع كافة، بما في ذلك الأسر ، فيما يتعلق بالأطفال المصابين بمرض التوحد. 

قرار منظمة الصحة العالمية بشأن اضطرابات طيف التوحد ( ج ص ع 67-8)

اعتمدت جمعية الصحة العالمية السابعة والستون في آيار/مايو 2014 قرارا” تحت عنوان

 “الجهود الشاملة والمنسقة المبذولة من أجل التدبير العلاجي لإضطرابات طيف التوحد بتأييد أكثر من 60 بلدا”.  ويحث هذا القرار المنظمة على التعاون مع الدول الأعضاء والوكالات الشريكة من أجل تعزيز القدرة الوطنية على التصدي لإضطرابات طيف التوحد وغيرها من إضطرابات طيف التوحد وغيرها من إضطرابات النمو.

كما تعترف المنظمة والجهات الشريكة لها بضرورة تعزيز قدرة البلدان على النهوض بصحة جميع المصابين باضطرابات طيف التوحد وعافيتهم على أمثل وجه. وتركز الجهود المبذولة على ما يلي:

1.المساهمة في تعزيز التزام الحكومات والدعوة الدولية بخصوص التوحد.

2.تقديم الإرشاد بشأن وضع سياسات وخطط عمل تتناول اضطرابات طيف التوحد في الإطار الأوسع نطاقا” للصحة النفسية والعجز النفسي.

3.المساهمة في إعداد بيّنات خاصة باستراتيجيات فعالة وقابلة للتوسع من أجل تقييم اضطرابات طيف التوحد واضطرابات النمو الأخرى وعلاجها.

المصادر:

https://www.un.org/ar/observances/autism-day

https://www.un.org/ar/observances/autism-day/background

https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/autism-spectrum-disorders

Exit mobile version