الأمم المضطهدةالسعوديةالطفلالعالمبیانتقارير

اليوم العالمي لحقوق الإنسان

حقوق الإنسان، هذا الشعار الكبير والمعنى الأكبر ، الذي يعني حفظ كرامة الإنسان وصون حقوقه الغير قابلة للتجزئة أو التصرف، سواء أكانت حقوقاً مدنية أو سياسية أو اجتماعية أو صحية أو ثقافية، جميعها حقوق حقوق متساوية ، حيث لا تراتبية فيها. ولكن ورغم كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية والصكوك الدولية التي نصت على حماية حقوق الإنسان، مازال الظلم والاضطهاد والانتهاكات بكل أشكالها تُمارس في حق البشرية في كل بقاع الأرض ،  إن كان من قِبل الدول التي  تدعي الحرية والديمقراطية والتي كان لها دورا بارزا في وضع شرعة حقوق الإنسان ، أم من قِبل الدول التي تعاني الأزمات والفقر والجهل…..

ولحفظ هذه الحقوق وصونها ، كان لا بد من إيجاد صيغة أممية مُلزمة  للعالم أجمع باحترام حقوق الانسان، لهذا كان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يٌعتبر  أهم وثيقة دولية حددت خارطة طريق للحرية والعدالة والمساواة بعد الحرب العالمية العالمة الثانية عام 1945، رداً على الأفعال الهمجية الني أضرّت بالإنسانية، والذي كان اعتماده على الإعتراف بأن حقوق الإنسان هي أساس الحرية والعدالة والسلام.

 ففي عام 1946 بدأ العمل بشأن الإعلان لحقوق الإنسان، بتشكيل لجنة صاغة مؤلفة من ممثلي عدة بلدان، الولايات المتحدة الأميركية ولبنان والصين واستراليا وشيلي وفرنسا والاتحاد السوفياتي وانكلترا، لتستفيد الوثيقة من إسهامات كافة دول العالم بكل خلفياتها. وقد اعتمدت الجمعية العامة  الإعلان العالمي لحقوق الانسان في باريس في 10 كانون الأول/ديسمبر  1948 بموجب القرار (217 أ لف) بوصفه المعيار المشترك الذي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب والأمم. وهويحدد وللمرة الأولى حقوق الإنسان الأساسية التي يتعين حمايتها عالمياً. وقد حددت مواده 30  الحقوق والحريات التي تخص الإنسان الغير قابلة للتصرف.

على ما ينص  اإعلان العالمي لحقوق الإنسان وما هي أهدافه؟

الديباجة

لما كان الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم.

ولما كان تناسي حقوق الإنسان وازدراؤها قد أفضيا إلى أعمال آذت الضمير الإنساني، وكان غاية ما يرنو اليه عامة البشر انبثاق عالم يتمتع فيه الفرد بحرية القول والعقيدة ويتحرر من الخوف والفاقة.

ولما كان من الضروري أن يتولى القانون حماية حقوق الإنسان لكيلا يضطر المرء إلى التمرد على الاستبداد والظلم،  ولما  كان من الجوهر العمل على تنمية علاقات ودية بين الأمم، ولما كانت شعوب الأمم المتحدة قد أكدت في الميثاق إيمانها بحقوق الإنسان الأساسية وبكرامة الفرد وقدره، وبتساوي الرجال والنساء في الحقوق، وحزمت أمرها على ان تدفع بالرقي الاجتماعي قدماً وأن ترفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح.

ولما كانت الدول الأعضاء قد تعهدت بالتعاون مع الأمم المتحدة على ضمان تعزيز الاحترام ومراعاة حقوق الإنسان والحريات الأساسية واحترامها،  ولما كان للإدراك العام لهذه الحقوق والحريات الأهمية الكبرى للوفاء التام بهذا التعهد، 

فإن الجمعة العامة تنادي بهذا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه المستوى المشترك الذي ينبغي أن تبلغه كافة الشعوب  وكافة الأمم، حتى يسعى جمع أفراد المجتمع وهيئاته، واضعين هذا الإعلان نصب أعينهم على الدوام، إلى توطيد احترام هذه الحقوق والحريات عن طريق التعليم والتربية، واتخاذ إجراءات مطردة، قومية وعالمية، لضمان الاعتراف بها ومراعاتها بصورة عالمية فعالة بين الدول الأعضاء ذاتها وشعوب الأقاليم الخاضعة لسلطاتها.

أهدافه

للمرة الأولى يجري الإتفاق عالمياُ على وثيقة دولية تُعنى بحقوق الإنسان، تنص على أن جميع بني البشر أحراراً ومتساوون، بغض النظر عن الجنس أو اللون أو المعتقد أو الدين  أو غيره من الخصائص. والمواد 30 التي نص عليها الإعلان تشمل الحق في عدم التعرّض للتمييز والحق في حرية التعبير، والحق في التعليم والحق في طلب اللجوء، إضافة إلى كل الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كالحق في الضمان الاجتماعي والصحة والسكن اللائق. وقد نصّت اهم مواده على التالي:

المادة 1  : يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق. وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح الإخاء.

المادة 2  : لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات المذكورة في هذا الإعلان، دونما تمييز من أي نوع، ولا سيما التمييز بسبب العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين، أو الرأي سياسيا وغير سياسي، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي، أو الثروة، أو المولد، أو أي وضع آخر.
وفضلا عن ذلك لا يجوز التمييز علي أساس الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي للبلد أو الإقليم الذي ينتمي إليه الشخص، سواء أكان مستقلا أو موضوعا تحت الوصاية أو غير متمتع بالحكم الذاتي أم خاضعا لأي قيد آخر علي سيادته.

المادة 3 :  لكل فرد حق في الحياة والحرية وفى الأمان على شخصه.

المادة 4 : لا يجوز استرقاق أحد أو استعباده، ويحظر الرق والاتجار بالرقيق بجميع صورهما.

المادة 5 : لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة.

المادة 9  : لا يجوز اعتقال أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفا.

هل يُطبق ما نص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟

كما ذُكر أعلاه، لم يمنع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، الذي يُعتبر أهم وثيقة دولية، وغيره من الصكوك الدولية من  خرق حقوق الانسان بأبشع الأساليب، حيث مازالت البشرية تعاني من الإنتهاكات  الفظيعة التي يندى لها الجبين في العديد من مناطق العالم،  إن كان على صعيد ممارسة بعض الدول الكبرى [ المُصادقة على شرعة حقوق الإنسان ] للظلم بحق الشعوب الأخرى ، واحتلال دول وسرقة ثرواتها وتشريد مواطنيها، والقيام باعتقالات تعسفية وارتكاب انتهاكات يندى لها الجبين بحق المعتقلين  (سجن أبو غريب/ العراق)،  تباعاً  كالذي حدث ويحدث في الأحواز العربية  وفلسطين وأفغانستان والعراق واليمن وسوريا وغيرها من دول العالم، التي تشهد أبشع أساليب الظلم والقهر والاستبداد، أو على الصعيد المحلي والعائلي كممارسة العنف الأسري، وعدم المساواة فيما بين الجنسين، وعمالة الأطفال والإتجار بالبشر وغيرها من الانتهاكات التي لا تُعد ولا تٌحصى.

كيف هو حال حقوق الإنسان في المنطقة العربية

منذ ما يُقارب العشرة عقود والعديد من بلدان المنطقة العربية تعيش لهيب الحروب والإحتلالات والأزمات االإقتصادية والسياسية التي  أدت إلى خلل كبير في بنيان أنظمتها ، حيث بات بعض هذه الدول قابع تحت الإحتلال/الإستعمار المُباشر  ( الأحواز العربية 1925، وفلسطين 1948)، أو عبر احتلال غير مباشر عبر أدوات ومجوعات داخلية تقوم  بمهمة المستعمر، بضرب سيادة الأوطان وتهميش شعوبها وافقارها خدمة لمشاريع الخارج ( العراق، سوريا، اليمن، لبنان ، السودان وليبيا)، وحتى الدول التى تُعتبر أنها تتمتع بالإستقلالية، هي أنظمة ديكتاتورية تنتهك حقوق الإنسان بشكل كبير خطير . 

فحسب تقارير المنظمات الدولية والمحلية، فإن الوضع الحقوقي في الدول العربية مُنتهك بشكل خطير، حيث تتجلّى هذه الانتهاكات في كم الأفواه وقمع المعارضة والاستعمال المفرط للقوة بحق المعارضين وممارسة الاعتقالات التعسفية وتقييد حرية الرأي ، إضافة إلى الإختطاف والقتل وغيرها الكثير من الإنتهاكات التي لا تُتعد ولا تُحصى. والدول التي مارست أبشع انواع الانتهاكات بحق شعوب المنطقة العربية، هي بالتحديد الولايات المتحدة الأميركية، إيران والكيان الصهيوني، ربطاً بالأنظمة والجماعات المرتبطة ارتباطا وثيقاً بها.

جائحة كورونا وانتهاكات حقوق الإنسان

وكأن البشرية لا يكفها ظلم أنظمتها أومستعمريها، ليأتي كوفيد-19 ويزيد من طين المشكلة بلةّ، الذي استخدمته الحكومات لتشديد القيود على الحقوق في حرية الرأي والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات أو الإنضمام إليها، وقد فُرضت حال الطوارىء في معظم دول العالم بهدف وقف انتشار الفيروس، بيد ان أكثر هذه الإجراءات استخدمت كذريعة لإنتهاك حقوق الإنسان، بما فيها استخدام قوات الأمن القوة والمفرطة لتنفيذها. 

وقد أظهر تقرير لمنظمة العفو الدولية 2020-2021 وبشكل مفصل كيفية استغلال الدول لجائحة كورونا على مستوى العالم بشكل عام، وفي المنطقة العربية بشكل خاص ، لتمارس الإنتهاكات بشكل متواصل بحجة الحد من انتشار الوباء . وحسب التقرير، اتخذت بعض دول المنطقة إجراءات قاسية لمنع انتشار الفيروس، وذلك عبر إعلان حالة الطوارىء، أو عبر إقرار تشريعات تتضمن قيوداً شديدة على حرية التعبير، وتعرض الكثيرون للإعتقال والمحاكمة بسبب انتقادهم المشروع للنهج القمعي لحكومات بلادهم في التصدي للجائحة. بُضاف اليها نقص الحماية للعاملين في القطاع الصحي بما في ذلك عدم توفر معدات الحماية وسبل إجراء الفحوص، وتعرضوا للقبض عليهم ومحاكمتهم لأنهم أثاروا بواعث قلق بشأن ظروف العمل والصحة العامة. كما اتسمت ردود الحكومات على الوباء بالتمييز المجحف، بما في ذلك التمييز في توزيع اللقاح المضاد لفيروس كوفيد-19.

ختاما، لا بد من التأكيد إن حقوق الإنسان متجذرة في الحقوق الطبيعية للبشرية جمعاء، بغض النظر عن اللون والجنس والعرق والدين،  وهي تشكل مجمل المعايير والمبادىء الاجتماعية والاخلاقية التي تكفل للإنسان العيش بكرامة، والمتأصلة في الشرائع السماوية وفي الاعلان العالمي لحقوق الانسان. وإذا لم تبدأ من الحلقة الصغيرة، في المجتمع المحلي، لا يمكن ان تُعَمّم في العالم أجمع.

نعمت بيان – مستشارة المرأة والطفل في المنظمة العربية لحقوق الإنسان في الدول الاسكندنافية

10/12/2021

https://www.un.org/ar/observances/human، بما في ذلم-rights-day1.

2. منظمة العفو الدولية -تقرير 2016/17 و 2020/21

https://www.un.org/ar/universal-declaration-human-rights/3.

Show More

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button