العالمحقوق الإنسانلبنان

أنين بيروت

الرابع من آب/أغسطس 2020 ليس كما بعده! الساعة 18.06 من ذاك اليوم  الصيفي الجهنمي المشؤوم، كانت الفاجعة الكبرى، ملك الموت يجثو على صدر ست الدنيا، لؤلؤة الشرق، بيروت. 

مشهد غير مألوف ، وكأننا نشاهد فيلم رعب يحكي نهاية العالم. أحداً لم يتوقع ان القتلة حضرّوا الموت أنين بيروت

بطقوس سوريالية فاجعة لتلك الناس اللاهثة وراء لقمة عيشها،  وأحداً لم يتوقع إن عزارئيل السلطة المجرمة ينتظر ضحاياه الأبرياء على تلك البقعة الضاجّة دوماً بالحركة والحيوية، ويحوّل بيروت المشرقة إلى كومة رماد ودم!

 هي ثوان معدودة، وفُتحت أبواب جهنم، وكان البلاء الأعظم! هيروشيما جديدة ، انفجار مروّع  لنترات السلطة القاتلة في العنبر 12 بمرفأ بيروت حيث كان يتم تخزين نحو 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم منذ عام 2013، دون أية مسائلة عن هذا الشحنة  التي يُثار حولها  الكثير من الشبهات . 

قوة الإنفجار سوّت نصف بيروت بالأرض، بمبانيها الأثرية ومناطقها السكنية ، ومحالها التجارية، ومؤسساتها، أودت بحياة أكثر من 200 ضحية، ونحو 7000 جريح ومئات الآلاف من المشردين. أجساد تطاير مع الدخان،  وأخرى تُقذف في عمق البحر، وأصوات الضحايا تأن تحت الأنقاض، هلع، صراخ، فوضى في المستشفيات، ناس تائهة في الطرقات والشوارع المغمورة بالردم  والدمار والدم تسأل عن  محبيها الذين فُقدوا! وكأن الشعب لا يكفه ما يعانيه جراء الإنهيار الإقتصادي الذي أوصلته سلطة العار اليه، ليأتي هذا الحدث المروّع ليزيد من طينة معاناة الناس بلّة.

عام مضى على هذه الجريمة ، ومازال أنين بيروت المفجوعة يضج في المسامع، وصوت الثكالى واليتامى وكل من فقد حبيباً  يعلو في وجه سلطة العار المجرمة، للمطالبة بمحاسبة كل من سبب بهذه المأساة الإنسانية. 

إن تلطيكم خلف حصاناتكم الملوثة بدماء الأبرياء لن تحميكم، ولن تنفذوا من  حكم العدالة !

إن التراب الذي إنجبل بدم الضحايا الأبرياء، سيزهر  قمحاً وورودا .

وبيروت الثكلى ستنهض  مجدداً وستفلظكم إلى مزبلة التاريخ يا ساسة الإجرام والقتل، لأن الذي يبذر الشوك، سيحصد الألم والعقاب. ويوم الحساب ليس ببعيد، وإن غداً لناظره قريب!

نعمت بيان

4/8/2021

Show More

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button